أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حدث في الكلاسيكو...هاني سكر‎

في كل عام كنا ننتظر مواجهة نارية غير معروفة الاتجاه بين قطبي الليغا ريال مدريد وبرشلونة لكن في الأعوام الأخيرة لم تعد كلمة قطبي كافية للتعبير لأن حالة الابتعاد الرهيب عن الفرق الأخرى باتت بحاجة لوصف أنسب لوضع الفريقين في الدوري بعد أن اكتسحا معظم منافسيهما بنتائج وصلت إلى خمسة وستة وثمانية أهداف مما جعل لقب الدوري ينحصر بشكل كبير في مباراة الكلاسيكو.
لكن كلاسيكو هذا العام كان له صدى أكبر بكثير من أي عام سابق نظراً إلى أن الفريقين الآن يعيشان أياماً ممتازة ويمتلكان من الأموال والأسماء ما يكفي لتأكيد نشوتهما.
لكن إصرار وعزيمة الكتالونيين سمح لتشافي بأن يستغل تمريرة مميزة من إنييستا لم ينزعها تعثره بالكرة فأسكن الهدق الأول لبرشلونة قبل نهاية الدقيقة العاشرة التي كان الكثير من جمهور المدريدي يتمنى أن تنقضي على خير نظراً إلا أن البرشا كان بالتأكيد سيستعمل كل أسلحته بالهجوم في الدقائق الأولى وبالفعل أثمرت هذه الأسلحة عن تقدم كتالوني تعزز بعد ثماني دقائق فقط بفضل بيدرو الذي استغل أخطاء الخط الخلفي المدريدي بأكمله فسجل ثاني الأهداف بعد عرضية فيا.
بعد ذلك أخذت المباراة منحى آخر ، فمن كرة خرجت خارج الملعب حمل غوارديولا الكرة ورماها بعيداً عن كريستيانو رونالدو الذي كان يبحث عن الكرة لإعادتها للملعب فما كان من النجم البرتغالي إلا أن قام بدفع مدرب الكتلان ليدخل بعدها اشتباكاً ضخماً أنهاه الحكم بإنذار رونالدو وفالديز حارس مرمى برشلونة.
وقبل نهاية الشوط الأول بربع ساعة وجد الريال شخصيته الهجومية بفضل نشاط أوزيل وكريستيانو ودي ماريا فهاجم وحاول وتحصل على أكثر من كرة شكلت فرصة جيدة للتقليص دون جدوى.
في الشوط الثاني وقبل بدايته بلحظات فاجأ مورينيو العالم بأكمله عندما أخرج الألماني ميسوت أوزيل لاعب الوسط الهجومي وأدخل لاسانا ديارا لاعب الارتكاز وكان هذا التبديل بمثابة الضربة القاضية لهجوم ريال مدريد فانقطعت صلة الوصل بين الهجوم والخطوط الأخرى وبات الريال كمن يلعب بثمانية لاعبين بعد عزل دي ماريا وكريستيانو وبنزيمة تماما وزاد الموضوع سوءاً بسبب تسبب لاسانا بضياع الكثير من الكرات وارتكابه أخطاء بالجملة بالتمرير فبدا وكأنه أحد لاعبي الكتلان وساهم هذا بشكل كبير بمساعدة برشلونة على تسجيل ثلاثة أهداف اثنين منها لفيا الذي استغل التألق الكبير لليو ميسي قبل أن ينهي البديل جيفرين المهرجان بالهدف الخامس في آخر لحظات اللقاء مستغلاً كالعادة أخطاء الثنائي بيبي وراموس الذين كانا عامل أساسي بالأهداف الخمس بالأخص قلب الدفاع البرتغالي الذي أدى إحدى أسوأ مبارياته على الإطلاق في كل مسيرته الكروية.
الريال في الدقائق العشر الأخيرة تفطن لغياب لاعب وسط هجومي ولربما بجهد شخصي قرر خضيرة إنهاء هذه المشكلة فحاول ربط الدفاع بالهجوم وزاد من تنقلاته وحاول مساندة المهاجمين لكن تسرب اليأس وثقل النتيجة منع مساندة الآخرين لمشروعه ففشل الريال ببناء أي هجمة خطيرة بالشوط الثاني ويبدو أن مورينيو دفع ثمن تبديله الطائش ونقص تحضيره للقاء وغابت هذه المرة روحه القتالية بلاعبيه فخرجوا بهزيمة هي الأثقل بتاريخ مورينيو التدريبي الذي توقع الكثيرون بأن يزخر بالإنجازات مع ريال مدريد لكن سقوط الكامب نو كان أول الإنجازات التي ستسجل بدفتر مورينيو في مدريد.
بعد اللقاء امتنع جميع لاعبي الريال عن التصريح لكن مورينيو حضر بالمؤتمر الصحفي ليقول أن النتيجة شكلت صدمة كبيرة لكنها ليست نهاية الدوري وأضاف أنه لو توقع أن يسقط في برشلونة بهذه النتيجة ما كان ليأتي أصلاً ويدرب ريال مدريد.
في حين عزا أنييستا الفوز للحالة الممتازة التي يعيشها لاعبو برشلونة وبتطبيقهم لتعليمات مدربهم على أرض الملعب عكس لاعبي الريال الذين يهتمون بالتصريحات الكثيرة أكثر من اللعب.
بهذا الفوز استعاد برشلونة صدارة الترتيب من ريال مدريد وبفارق نقطتين وقبل 6 جولات من نهاية الذهاب بالنتظار ما قد تحمله الفترة القادمة.
لكن السؤال الذي يكرر نفسه دائما هل من فريق إسباني قادر على إيقاف نجاعة برشلونة الهجومية وزحفه المستمر نحو المزيد من الألقاب؟
ومتى ينهي ريال مدريد ركوده؟وإن كان الريال بعد كل ما قدمه هذا الموسم سيأتي ليؤدي أسوأ مباراة له في الكلاسيكو ويغيب الانسجام وتحضر الأخطاء من المدرب واللاعبين فمتى يعود الميرينغي للتوازن؟

(73)    هل أعجبتك المقالة (69)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي