كشف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري انه أعرب للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن رفضه أن يكون لبنان جزءاً من محور وأنه جزء من الجامعة العربية، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه دمّر أوسلو وأنه لا يؤمن بالسلام.
وقال الحريري في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" ونشرت الجمعة أنه قال للرئيس الإيراني أثناء زيارته إلى لبنان مؤخراً "أننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور، قلت له أنا أؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية، مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت، ونحن نؤمن بذلك".
وسئل إذا أزعجه الاستقبال الشعبي الحاشد الذي نظمه حزب الله للرئيس الإيراني في الضاحية الجنوبية وأن هذا الأمر أزعج الولايات المتحدة، قال الحريري "أنا لبناني، لدينا نظرة مختلفة إلى أمور كهذه/ لا أنظر إلى هذا الأمر مثلما ينظر إليه الأميركيون، هو رئيس وجاء إلى لبنان، البعض استقبله في الضاحية، ماذا في ذلك؟".
واعتبر الحريري ان "المشكلة الرئيسية لدينا في لبنان وفي المنطقة هو عدم وجود عملية سلام حقيقية... يتحدث الكثير من الناس عن الأسلحة والتهريب وحزب الله وكل ذلك، ولكن إذا كان لدينا سلام شامل، فهل كنا لنتحدث عن كل هذا؟".
وسأل أيضاً "لو حللنا المشكلة في مدريد عام 1991 عندما ذهبنا الى هناك، لما كانت لدينا كل هذه المشاكل اليوم؟"، مشيراً إلى أنه "في تسعينات القرن الماضي لم يكن هناك تنظيم القاعدة ولم يكن هناك حماس ولم يكن هناك كل هذه الجماعات المتطرفة، ولكن أنظري اليوم ما نحن عليه بعد 19 عاماً".
وأضاف "سؤالي هو: إذا لم نتحرك في عملية السلام، لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس مؤتمر مدريد، وعلى أساس المبادرة العربية (2002)، فأين سنكون بعد 10 سنوات؟"، مشدداً على أن المجتمع الدولي يحتاج الى الصحوة.
وأشار إلى غياب القيادة في إسرائيل، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "لا يؤمن بالسلام. وهو شخص دمر اتفاق أوسلو وليس على استعداد للحديث عن سلام حقيقي في المنطقة. وهو يأخذ مسألة الأمن كأساس لبرنامجه السياسي كله".
غير أنه أكد انه لن يكون هناك أمن إذا لم يكن هناك سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين السوريين والإسرائيليين والعالم العربي ولبنان جزء منه.
وفي الشأن اللبناني، قال الحريري ان ما يحاول التركيز عليه في لبنان هو كيفية الحفاظ على هذا البلد وكيفية الحفاظ على وحدة اللبنانيين وهما مهتمان صعبتان للغاية، مؤكداً انه يسعي إلى تحقيق العدالة لبلاده "فلا شيء يعيد لي والدي".
وعن حزب الله قال إنه "حزب سياسي، فاز له نواب في مناطقه في أجزاء من لبنان في البرلمان أي أنهم انتخبوا ديمقراطياً. فإما أننا نريد أن تحترم تلك الديمقراطية أو لا نريد".
وقال الحريري "نحن مختلفون سياسياً ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا التحاور أو التحدث. أعتقد أننا جميعاً لبنانيون ويجب أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث".
ورداً على أن حزب الله يريد منه أن يقول أنه يرفض نتائج المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، قال رئيس الوزراء اللبناني ان "المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار 1757. لا شيء أقوله أو أفعله سيغير شيئاً".
وقال ان "ما يجب القيام به هو تهدئة النفوس وتهدئة الشوارع وتهدئة الخطابات والحديث عن كيفية عدم جعل الموضوع أكبر مما هو عليه. مع هذا الحوار يمكننا الخروج بما سوف يوحّد اللبنانيين بدلاً من تقسيمهم. هذا هو توجّهي".
وأكد أنه لن يقول شيئاً إذا كان المسدس موجها إلى رأسه، وقال "أنا لا أعمل في ظل التهديدات".
وسئل "تعتقد أن المحكمة لا تزال وسيلة مشروعة لمحاكمة قتلة والدك"، أجاب الحريري "نعم".
وعن العلاقات مع سوريا، أشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أنه من تبوّأ المنصب رأى أن عليه أن يقيم علاقات جيدة مع كل الدول العربية بينها سوريا وفتح صفحة جديدة مع دمشق لذلك ذهب إلى سوريا وأجرى محادثات "صريحة جداً" مع الرئيس بشار الاسد حول وجود أن تكون العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام والمساواة.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الإمكانات الاقتصادية بين لبنان وسوريا، وسوريا هي سوق كبيرة للبنان وبدأنا ذلك الاتفاق بيننا وبين تركيا وسوريا والأردن
ورداً على سؤال عن كيفية وصفه لدور سوريا في لبنان اليوم مقارنة مع 2005؟، أجاب "مختلف كلياً، لا نستطيع أن نقول أن العلاقة في السنوات الخمس الماضية لم تكن صعبة بل كانت صعبة جدا ولكنها اليوم أصبحت أفضل بعشر مرات".
وفي موضوع شهود الزور في التحقيق باغتيال والده، قال الحريري أنه ضد جميع شهود الزور إلاّ أنه رفض محاكمتهم في المجلس العدلي، وهو أعلى هيئة قضائية في لبنان، بل في محاكم عادية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية