أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جباية بلا عدادات: كيف تحول نقص التجهيزات إلى باب جديد لزيادة إيرادات الكهرباء؟

أقرت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء آلية "التقدير الجزافي" لاستهلاك المشتركين الذين يفتقرون للعدادات الأحادية. 

ورغم أن القرار جاء تحت غطاء "تنظيم العمل"، إلا أنه حمل في طياته اعترافاً صريحاً بالعجز عن تأمين التجهيزات الأساسية، مع تحميل تبعات هذا العجز مالياً للمستهلك النهائي.

الإقرار بالعجز اللوجستي
استهلت المؤسسة قرارها بعبارة "نظراً لعدم توفر العدادات"، وهو ما يعد إقراراً بفشل المنظومة في مواكبة الطلب على أدوات القياس. 

وبدلاً من إيجاد حلول لوجستية لتأمين هذه العدادات، ذهبت الوزارة نحو فرض "كميات افتراضية" للاستهلاك - بالتعرفة الجديدة المرتفعة أصلا-، مما ينسف مبدأ عدالة الجباية القائم على "الدفع مقابل الاستهلاك الفعلي".



تضمن القرار فرض استهلاك ثابت بمقدار 400 كيلو واط ساعي (ك.و.س) لكل دورة، وهو رقم يراه مراقبون مرتفعاً قياساً لساعات التقنين التي تشهدها معظم المحافظات. 

وتكمن الإشكالية في:
- شرائح الأسعار: توزيع الاستهلاك المقدر على شرائح سعرية تبدأ بـ 600 ليرة لكل كيلو واط ساعي (ك.و.س) وتصل إلى 1400 ليرة لآخر 100 كيلو واط، يضع المشترك أمام فاتورة مرتفعة دون وجود دليل مادي (عداد) يثبت استهلاكه لهذه الكمية.
- الخطوط المعفاة: فرض سعر ثابت وقدره 1700 ليرة لكل كيلو واط ساعي (ك.و.س)، لكامل الكمية المقدرة يعكس رغبة واضحة في جباية الإيرادات المالية بغض النظر عن تذبذب الاستهلاك الفعلي للمشترك.

ضبابية "المؤقت" وتأثيره المعيشي
رغم إشارة القرار إلى أن هذا الإجراء "مؤقت" لحين تأمين العدادات، إلا أن غياب سقف زمني واضح لهذا التأمين يثير القلق من استدامة هذا النهج. إن فرض مبالغ مالية بناءً على "توقعات مكتبية" لا يتماشى مع معايير جودة الخدمات العامة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تتطلب دقة متناهية في احتساب التكاليف على المواطن.

هناك بيوت غير مسكونة، وشبه مدمرة كيف سيتم احتساب تعرفة الكهرباء عليها!؟

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(71)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي