أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اعتقال أديب سليمان: "رجل المهام الخارجية" الذي غرق في وحل العقارات والمخدرات بالسيدة زينب

سليمان

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، القبض على أديب علي سليمان، رئيس فرع للأمن العسكري في النظام المخلوع، لتورطه بعدة جرائم، بينها إدخال "مليشيات أجنبية" إلى البلاد وتهريب مخدرات.

وكشفت وثائق عن السيرة الذاتية والمهنية الكاملة للعميد ركن أديب علي سليمان، أحد أبرز ضباط شعبة المخابرات العسكرية السورية، والتي ترسم صورة معقدة لضابط تدرج من النخبة في "الحرس الجمهوري" إلى إدارة قطاعات أمنية حساسة شابتها ملفات فساد، وصراعات نفوذ مع ميليشيات حليفة، واتهامات بالتستر على تجارة الممنوعات.

من الحرس الجمهوري إلى "البعثات الدولية"
وُلد أديب سليمان في قرية "سرستان" التابعة لصافيتا عام 1967، وبدأ مسيرته العسكرية كضابط اختصاص "مدرعات". لفتت التقارير الحزبية مبكراً الانتباه إلى "التزامه البعثي المطلق"، مما أهله للانخراط في الحرس الجمهوري (الكتيبة 66 مراسم).

المثير في ملفه هو حجم "الإيفادات الخارجية" التي نالها في العقدين الماضيين؛ حيث تشير الوثائق إلى إرساله في مهام رسمية إلى عواصم عالمية وعربية شملت (طهران 1997، باريس 1998، جنيف 2000، الأردن 2001، البحرين 2006)، وصولاً إلى براغ في تشيكيا عام 2018، ما يعكس ثقة النظام به كواجهة عسكرية في مهام خارجية حساسة.



السيدة زينب: الإقطاعية الخاصة وصراع النفوذ
في عام 2016، انتقل سليمان إلى ملاك شعبة المخابرات العسكرية (الفرع 227)، حيث تسلم قيادة قطاع "الزاهرة" ثم رئاسة قسم "السيدة زينب" في عام 2017. هناك، بدأ صيته يبرز ليس فقط كضابط أمن، بل كـ"حاكم مطلق" للمنطقة.

تشير التقارير السرية لعام 2018 إلى أن سليمان سعى لفرض سلطته الشخصية على السيدة زينب، متجاهلاً تنسيق المخابرات العامة، ووصل به الأمر إلى "منع أي دورية أمنية أو شرطية من دخول المنطقة إلا بموافقته الشخصية". كما تورط في صدامات مع ضباط آخرين، منها حادثة الاعتداء على منزل العميد "جمال العلي" وترهيب ابنه، وهي الحادثة التي تمت تسويتها بـ "الاعتذار" لا المحاسبة.

اتهامات ثقيلة: تجارة المخدرات والعلاقات المشبوهة
الصورة الأكثر قتامة تظهر في تقرير "ضابط أمن الفرع 227" لعام 2019، والذي اتهم سليمان صراحةً بتحويل قطاع السيدة زينب إلى:
- مرتع لتجار السلاح والذخيرة والحبوب المخدرة.
- تسهيل عمل المجموعات التابعة لإيران وحزب الله.
-علاقات مشبوهة مع متعهدي بناء (خالد كاعود)، حيث اتهم باستغلال نفوذه في تجارة العقارات وبيع مواد البناء بأسعار باهظة للمواطنين.
- التستر على مطلوبين مقابل مبالغ شهرية، وارتياد أماكن مشبوهة للسهر مع نساء مقابل مبالغ مالية وتسهيلات أمنية.

ورغم خطورة هذه التقارير، تشير الوثيقة إلى أن "اللواء رئيس شعبة المخابرات لم يتخذ أي قرار حيالها"، بل على العكس، تم ترفيعه إلى رتبة عميد ركن مطلع عام 2020.

القنيطرة وحمص.. محطات ما قبل السقوط
بعد سنوات "السيدة زينب" الجدلية، نُقل سليمان إلى الفرع 261 (فرع سعسع) بريف دمشق والقنيطرة، وتولى رئاسة قسمي "مكافحة الإرهاب" و"المعلومات". هناك، حاول استعادة بريقه المهني من خلال تقارير تتحدث عن "توقيف إرهابيين" و"تحرير مخطوفين عرب" في حمص، مما منحه ثناءات متكررة ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.

تنتهي الوثائق المسربة بوصفه "ضابطاً مندفعاً" في تقييمات عام 2022، مع التوصية باستبقائه في الخدمة رغم بلوغه السن القانونية. 
في النهاية كان مصيره الاعتقال على يد وزارة الداخلية في سوريا الجديدة.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي