أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تخبط سياسي وقمع ميداني: "قسد" تنقل سجناء "الكلاسة" وتلوّح بالاندماج مع دمشق

أثارت هذه الممارسات موجة تنديد شعبي

تشهد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية (قسد) حالة من الغموض السياسي والتوتر الأمني، برزت بوضوح منذ صباح الخميس، عقب إقدام المليشيا على إخلاء سجن "الكلاسة" في مدينة الحسكة بشكل كامل، ونقل جميع الموقوفين فيه إلى سجن "جركين" في مدينة القامشلي.

 سجن "جركين".. مخاوف من "تسييس" الجرائم
أثارت عملية النقل انقساماً في الشارع؛ فبينما عدّها البعض "إجراءً روتينياً"، يرى آخرون فيها خطورة قانونية. وفي هذا السياق، يرفض أحمد عناد (43 عاماً، من سكان الرقة) هذه الخطوة، مؤكداً أن الموقوفين "معتقلو رأي" ولم يخضعوا لمحاكمات عادلة، معتبراً أن نقلهم إلى سجن مخصص للجنايات هو محاولة من "قسد" لتحويل قضيتهم السياسية إلى جنائية. من جانبه، شدد علي الحسين على أن تغيير مكان السجن لن يطمس حقيقة الاعتقال التعسفي، مطالباً بمحاكمات علنية وشفافة.

 تصريحات متضاربة حول "الاندماج" مع دمشق
تزامن التحرك الأمني مع تصريحات لافتة لقائد "قسد" مظلوم عبدي، الذي أعلن عبر "زوم" خلال اجتماع في مدينة الطبقة عن نية المليشيا البدء بـ "اندماج عسكري ومدني" مع الحكومة السورية مطلع العام القادم.

في المقابل، سارعت دمشق لنفي هذه الأنباء على لسان وزير إعلامها، الذي أكد عدم وجود جدية لدى "قسد" في تنفيذ "اتفاق آذار"، نافياً وجود تفاهمات أخيرة. هذا التباين وصفته ريم شيخو من الرقة بأنه "تمثيلية إعلامية" تعكس تخبطاً داخلياً، مؤكدة أن المفاوضات هي المخرج الوحيد بعيداً عن البروباغندا.

 انتهاكات ميدانية وتصاعد وتيرة الاعتقالات
على الأرض، لم تتوقف الآلة الأمنية لـ "قسد" عن ممارساتها؛ حيث شنت حملة مداهمات في قرية "حمرة" بريف الرقة الشرقي، طالت كلاً من مهدي الشنان الإبراهيم ومحمد البشير المحمد، فيما شهد دوار النعيم وسط الرقة اعتداءً بالضرب واعتقالاً لشاب بتهمة تصوير دورية عسكرية.

أثارت هذه الممارسات موجة تنديد شعبي، حيث شبهها سكان محليون بـ "القبضة الأمنية" للنظام السوري سابقاً. وقالت إسراء الخالد: "هذه التصرفات ترفض حرية التعبير وتثبت عدم صلاحية قسد كشريك وطني"، فيما وصفت مواطنة أخرى (فضلت عدم ذكر اسمها) المليشيا بـ "المعادية للحقيقة".

بين وعود الاندماج السياسي وواقع القمع الميداني، يبقى سكان الرقة والمنطقة الشرقية في حالة ترقب حذر، بانتظار ما ستؤول إليه التفاهمات السياسية وسط مخاوف من تصعيد أمني يلوح في الأفق.

زمان الوصل
(14)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي