إنقاذ مئات المهاجرين قبالة جزيرة كريت وسط تصاعد التدفقات البحرية

شهدت السواحل الجنوبية لجزيرة كريت اليونانية، صباح الجمعة، عمليات إنقاذ واسعة النطاق لمئات المهاجرين غير النظاميين، في ظل استمرار الضغوط المتزايدة على المنطقة نتيجة تدفقات الهجرة عبر البحر المتوسط.

وأفادت "مجموعة الإنقاذ الموحد" المهتمة بشؤون الهجرة غير الشرعية أن بلاغًا ورد إليها في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة 26-12-2025 يفيد برصد قارب صيد يقل نحو 360 مهاجرًا قبالة سواحل كريت، حيث جرى على الفور التنسيق مع خفر السواحل اليوناني الذي باشر عملية الإنقاذ، وتم نقل جميع الركاب بسلام.

وفي حادثة منفصلة خلال اليوم نفسه، تلقت المجموعة بلاغًا آخر عن قارب يحمل 26 مهاجرًا في المنطقة ذاتها. وبعد إبلاغ السلطات المختصة، نفذ خفر السواحل اليوناني عملية إنقاذ ثانية، مؤكدة أن جميع من كانوا على متنه بحالة جيدة.

عملية طويلة ومعقدة

وبحسب ما أوردته وسائل إعلام يونانية، فقد اكتملت لاحقًا عملية إنزال 361 مهاجرًا جرى رصدهم مساء الجمعة على متن قارب صيد جنوب كريت، بعد عملية طويلة ومعقدة تطلبت تنسيقًا عالي المستوى بين الجهات المعنية.

ونُقل المهاجرون بدايةً إلى سفينة تجارية، قبل وصولهم إلى ميناء باليوخورا، حيث جرى إنزالهم على دفعات بمساعدة زوارق خفر السواحل، وسط إجراءات أمنية وصحية مشددة.

وتُعد هذه العملية جزءًا من موجة متصاعدة لوصول المهاجرين إلى جنوب الجزيرة خلال الساعات الأخيرة. ففي وقت سابق، وصلت مجموعتان تضمان 108 مهاجرين إلى جزيرة غافدوس، كما نزل 40 مهاجرًا في منطقة كالي ليمينيس، وتم نقلهم لاحقًا إلى هيراكليون لإيوائهم بشكل مؤقت.

وتشير البيانات الأولية إلى أن غالبية الوافدين هم من الرجال من جنسيات مختلفة، إضافة إلى مجموعة أخرى تضم نساء وطفلًا رضيعًا يبلغ من العمر 18 شهرًا. وأكدت المصادر أن العديد من المهاجرين بدوا في حالة إنهاك شديد، ما استدعى استنفار الخدمات الطبية ووضع هيئة الإسعاف الوطني (EKAB) في حالة تأهب لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة.

تحذير من خطورة الوضع

وفي سياق متصل، حذر رئيس جمعية أفراد خفر السواحل في غرب كريت، فاسيليس كاتسيكانداراكيس، من استمرار خطورة الوضع، مشيرًا إلى أن الطائرات المسيّرة رصدت قوارب أخرى قبالة الساحل، الأمر الذي يعزز المخاوف من وصول دفعات جديدة خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

وبحسب المعطيات المتوفرة حتى الآن، بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين تم التعامل معهم خلال هذه الموجة 539 شخصًا، ما يؤكد استمرار الضغط الإنساني والأمني على جنوب جزيرة كريت، في ظل تحديات متزايدة تواجهها السلطات اليونانية في إدارة ملف الهجرة.