أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحقيق: "المنحة القطرية" في الشركة السورية للغاز.. استنزاف بلا ضوابط وشبهات تحوم حول عقود "الباطن"

مليون دولار في مهب الريح!

تواجه إدارة الشركة السورية للغاز سيلًا من التساؤلات حول آليات صرف وإدارة "المنحة القطرية"، وسط اتهامات متزايدة بهدر المال العام وتمرير عقود ضخمة لصالح متعهدين يعملون بالخفاء تحت غطاء شركات كبرى، وعلى رأسهم المتعهد زياد الدرة، الذي بات اسمه يتردد كواجهة لمشاريع "شركة UCC" في الداخل السوري.

عنفة دير الزور.. نقل أم تبديد؟
أفادت مصادر مطلعة من داخل الشركة عن عمليات نقل مثيرة للجدل لـ "العنفة الغازية" من محافظة دير الزور باتجاه "معمل توينان". هذه الخطوة، التي وُصفت بالمستعجلة، ترافقت مع البدء بتركيب منظومة فنية كانت قابعة في المستودعات لفترة طويلة.

المفارقة الصادمة تكمن في أن هذه المنظومة تعود لشركة "هيسكو" المملوكة لرجال الأعمال جورج حسواني، وهي منظومة تُقدر قيمتها بنحو مليون دولار أمريكي، والمفاجأة أنها لم تُستلم فنيًا بشكل كامل حتى اللحظة، مما يضع علامات استفهام كبرى حول قانونية وجدوى تركيبها الآن.

هدر المليون دولار مقابل "حاجة فعلية" بـ 150 ألفاً
تشير التقارير الفنية التي أطلعت عليها حكومة الظل،  إلى أن الظروف التشغيلية الحالية للمعمل لا تستدعي تركيب هذه المنظومة الباهظة (مليون دولار) بشكل كامل. وبحسب خبراء، فإن المعالجة الفنية الحقيقية والمطلوبة لا تتعدى تركيب منظومة تحكم لا تتجاوز قيمتها 150 ألف دولار.

هذا الفارق الشاسع في التكاليف (850 ألف دولار تقريبًا) يفتح الباب على مصراعيه أمام فرضيات الفساد المحتملة:
- لماذا يتم إقحام معدات "هيسكو" غير المستلمة قانونياً في هذا التوقيت؟
- لماذا يتم استنزاف مبالغ طائلة في منظومات غير ضرورية تشغيليًا؟

زياد الدرة وغطاء الـ UCC
تبرز في كواليس هذه العقود شخصية زياد الدرة، الذي يعمل كمقاول بالباطن تحت مظلة شركة UCC. وتؤكد المصادر أن معظم العقود التي مُنحت للدرة تفتقر للشفافية والرقابة الصارمة، مما يثير الشكوك حول وجود "تواطؤ" يسهل استنزاف المنحة القطرية بعيدًا عن الضوابط المالية المعهودة.

تساؤلات برسم الجهات الرقابية
أمام هذه الوقائع، يبقى السؤال الأهم: هل ستتحرك الجهات الرقابية لفتح ملف التدقيق في جميع العقود التي مُنحت لزياد الدرة؟ وهل سيتم التحقيق في أسباب تفضيل خيارات التوريد الباهظة وغير الضرورية على حساب الحلول الفنية الاقتصادية؟

إن الشارع المهتم بقطاع الطاقة ينتظر إجابات واضحة، فهل نحن أمام عملية إنقاذ لقطاع الغاز، أم أمام عملية "تنفيع" ممنهجة لمتعهدين على حساب مقدرات الدولة والمنح الدولية؟

زمان الوصل
(3)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي