منذ أكثر من عام ونصف، تعيش والدة سورية حالة من القلق والترقب، بعد اختفاء ابنها "علاء موفق عبارة" أثناء رحلة هجرة غير نظامية من لبنان إلى قبرص، في حادثة تعكس معاناة آلاف السوريين الباحثين عن فرص حياة أفضل خارج البلاد.
وتقول الأم، في مناشدة مؤثرة، نشرتها "مجموعة الإنقاذ الموحد" المهتمة بالهجرة غير الشرعية - إن ابنها غادر بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير 2024 على متن قارب متجه إلى قبرص، ضمن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين. وبحسب المعلومات المتوفرة للعائلة، فقد وصل القارب إلى وجهته، وسلّم جميع من كانوا على متنه أنفسهم للسلطات القبرصية، باستثناء علاء الذي انقطعت أخباره منذ ذلك اليوم.
أب لثلاثة أطفال وظروف قاهرة
علاء، وهو أب لثلاثة أطفال، يعاني أحدهم من إعاقة جسدية تتطلب علاجًا دائمًا وتكاليف مرتفعة، ما دفعه – بحسب والدته – إلى السفر للعمل في لبنان، قبل أن يتعرض هناك لعملية سرقة أفقدته أوراقه الثبوتية وهاتفه وماله، ليجد نفسه بلا هوية أو وسيلة تواصل.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أُقنع علاء بخوض رحلة الهجرة البحرية نحو قبرص، بعد أن دفعت عائلته مبالغ مالية للمهربين، وصلت في مجموعها إلى آلاف الدولارات، وفق ما أفادت به والدته.
شبهة احتجاز أو ضياع في السجلات
وتشير الأم في رسالتها إلى أن المهربين أبلغوها لاحقًا بأن ابنها كان سائق القارب، وأنه “مسجون”، دون تقديم أي معلومات رسمية، مثل رقم ملف أو مكان احتجاز. وتزداد مخاوف العائلة بسبب خروج علاء دون أوراق رسمية، واستخدامه صورة عن هوية شقيقه القاصر فقط للتنقل داخل لبنان.
وتخشى والدته أن يكون ابنها موقوفًا أو محتجزًا باسم غير اسمه الحقيقي، ما قد يكون سببًا في عدم ظهوره ضمن أي سجلات رسمية حتى اليوم.
أسئلة بلا إجابات
وتؤكد العائلة معرفتها بأسماء بعض الأشخاص الذين كانوا على متن القارب، مشيرة إلى أن عددًا منهم يعيشون حاليًا في قبرص ويعملون هناك، فيما لا يزال مصير علاء مجهولًا، رغم مرور ما يقارب سنة وتسعة أشهر على اختفائه.
وفي نداء مباشر، تطالب والدة علاء الدولة السورية ووزارة الخارجية بالتدخل العاجل، والتواصل مع السلطات القبرصية للتحقق من مصير ابنها، سواء كان موقوفًا أو محتجزًا أو مفقودًا، وبأي اسم سُجل.
وتختتم الأم مناشدتها بالقول إنها لا تطلب سوى معرفة مصير ابنها، مؤكدة أن الألم الأكبر ليس الفقدان وحده، بل الجهل بالحقيقة.
ظاهرة مستمرة
وتأتي هذه القضية في ظل استمرار حوادث الهجرة غير النظامية من السواحل اللبنانية والسورية نحو قبرص، وسط تحذيرات متكررة من منظمات حقوقية من مخاطر التهريب البحري، وضياع المهاجرين أو احتجازهم دون قدرة ذويهم على الوصول إلى معلومات دقيقة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية