لم يكن مجرد رقم في سجلات المعتقلين، ولا مجرد اسم مرّ في ذاكرة النضال السوري؛ بل كان أحمد عبد السلام صوان تجسيداً لفكرة "الإنسان الحر" الذي لم يطق قيود الظلم، فدفع حياته ثمناً ليرى وطنه مشرقاً.
إرث لا يغيب
بكلمات تفيض بالفخر والألم معاً، تروي ابنته "سيلفا صوان" حكاية والدها الذي غادر دنيانا معتقلاً شهيداً، تاركاً وراءه وصية غير مكتوبة، عنوانها أن الكرامة لا تُجزأ، وأن الأوطان لا تُبنى إلا بعرق الأحرار ودمائهم. تقول سيلفا: "أبي لم يكن مجرد عاشق للحرية، بل كان هو الحرية نفسها تمشي بين الناس".
رحل أحمد صوان وهو موقن أن الأرض التي ارتوت بدماء المؤمنين بها لا بد أن تزهر يوماً، تاركاً خلفه جيلاً يؤمن بأن الثورة ليست مجرد صرخة عابرة في ميادين التظاهر، بل هي عهدٌ أبدي يُكتب بالثبات واليقين.
من خلف القضبان إلى خلود الذاكرة
تحت شعار "نحن أولياء دم"، تعيد عائلة الشهيد صوان التأكيد على أن غياب الجسد لا يعني انقطاع الصوت. فصوت أحمد صوان ما زال يتردد في صدور محبيه، وصورته تسكن القلوب كراية لا تنكسر. لم يرحل الشهيد حقاً، بل صار حاضراً في كل كفٍّ تتمسك بحلم السوريين، وفي كل عينٍ تتطلع نحو فجر الحرية.
قيمٌ زرعها الشهيد
تؤكد سيلفا أن والدها أضاء لها درب المستقبل من خلال ما غرسه فيها من مبادئ وطنية وقيم إنسانية صلبة. فالحرية، كما تعلمتها من مدرسة والدها، "لا تُمنح، بل تُنتزع من بين أنياب الظلم".
اليوم، تنضم عائلة الشهيد أحمد عبد السلام صوان إلى حملة #شهداؤنا_أحياء_فاسمعوهم، ليس فقط للمطالبة بالعدالة، بل للتأكيد على أن تضحيات المعتقلين والشهداء هي الجسر الوحيد الذي ستعبر عليه سوريا نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية