أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ثائر ومقاتل.. من "حجي مارع" الذي بيعت بندقيته في حملة حلب؟

عبد القادر الصالح

في يومها الثاني، شهدت حملة "حلب ست الكل" شمالي سوريا، لقطة لافتة من خلال عرض بندقية عبد القادر الصالح المعروف باسم "حجي مارع" بالمزاد، قبل شرائها بـ5 ملايين دولار لصالح الحملة.

والخميس، بدأت الحملة بمشاركة شعبية ورسمية واسعة، ومن المقرر أن تستمر 3 أيام، بينما قالت محافظة حلب السبت عبر منصة تلغرام، إن قيمة التبرعات حتى صباح اليوم بلغت 271 مليون دولار، مشيرة إلى "استمرار العطاء".

وفي اليوم الأول للحملة، تجاوزت قيمة التبرعات 150 مليون دولار، وفق الموقع الإلكتروني للحملة.

* من "حجي مارع"
يعرف السوريون عبد القادر الصالح باسم "حجي مارع" نسبة إلى مدينة مارع بريف حلب، التي ينتمي إليها، وهو قيادي سابق في صفوف الفصائل السورية التي قاتلت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

والصالح من مواليد عام 1979، متزوج وله 5 أطفال، وقد التحق بالمظاهرات المناوئة لنظام الأسد، ثم أسهم في تأسيس "لواء التوحيد" الذي كان يتبع حينها للجيش السوري الحر.

خاض الصالح عدة معارك ضد قوات الأسد، قبل أن يقتل بقصف جوي للنظام المخلوع على مدرسة المشاة بحلب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، ما جعل السوريين يعتبرونه أحد أهم أيقونات الثورة، كونه من أوائل الذين حملوا السلاح.

قبل انطلاق الثورة السورية كان الصالح تاجرا، واشتهر عنه بيع كثير من أملاكه لشراء السلاح لمواجهة النظام المخلوع وقواته التي قصفت المدنيين منذ انطلاق الحراك الشعبي.

خاض "لواء التوحيد"، الذي ساهم الصالح في تأسيسه، أولى معاركه باسم "الفرقان" للسيطرة على حلب، ودخل إلى المدينة عبر الأحياء الشمالية الشرقية في يوليو/ تموز 2012، وأصبح من أكبر التشكيلات العسكرية للجيش الحر في المحافظة.

كما أسهم اللواء بمشاركة الصالح في السيطرة على المراكز الأمنية في النيرب والشعار وهنانو والصالحين ومقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري ومدرسة المشاة بحلب، واستطاعت قواته السيطرة على نحو 70 بالمئة من المدينة في أيام.

تلك السيطرة حظيت آنذاك بإشادة شعبية كبيرة، بسبب حجم الإنجاز الذي جاء في وقت كان فيه النظام المخلوع ممسكا بمفاصل البلاد ومقاليد الحكم، ويمتلك قدرات عسكرية كبيرة.

ولم تقتصر معاركه على حلب فحسب، بل شارك أيضا إلى جانب مئات المقاتلين في معارك القصير في ريف حمص (وسط)، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام المخلوع بمساعدة مقاتلي "حزب الله" في يونيو/ حزيران 2013.

* نشاطات أخرى
نشاط الصالح لم يقتصر على قتال نظام الأسد، بل عرف بمواقفه الحازمة ضد الانتهاكات بحق المدنيين أيا كان مصدرها، ولم يتردد في معاقبة قادة كتائب ارتكبوا مخالفات.

كما عرف بحرصه على وحدة الفصائل السورية، وقربه من المدنيين وتفقده الدائم لأحوالهم، وكان يشجعهم على الإبلاغ عن أي تجاوزات يتعرضون لها من المقاتلين، ما أدى إلى تعزيز مكانته بين الناس.

وجراء ارتفاع شعبيته في الشمال السوري، خصص نظام الأسد مكافأة نقدية قدرها 200 ألف دولار لمن يسلمه أو يقتله، فضلا عن تعرضه لعدة محاولات اغتيال.

تلك المسيرة أنهاها قصف للنظام المخلوع على مدرسة المشاة بحلب، ما أدى إلى نقل الصالح إلى أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب التركية، ليعلن عن وفاته متأثرا بجروحه.

ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه ببلدة مارع، وجرى دفنه في قبر كان قد حفره بنفسه وأوصى بدفنه فيه عند وفاته.

وأثار عرض بندقيته في حملة حلب ذاكرة السوريين من جديد، عن رجل وقف إلى جانب ثورتهم منذ لحظاتها الأولى، لكنه رحل مبكرا تاركا وراءه إرثا من القتال والطواف على أحوال المدنيين.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، دخل الثوار السوريون العاصمة دمشق معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 ـ 2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ (1971 ـ 2000).

الأناضول
(13)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي