بينما تُعيد الدولة السورية ترميم وتأهيل المنازل في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في السويداء، وتشرع الأبواب لأهلها، محاولةً إعادة نبض الحياة إلى ما دمرته السنوات الثِقال.. تقوم ميليشيات "الهجري" في المناطق التي تسيطر عليها بهدم منازل وبيوت العشائر بعد تهجير أهلها.
لا قتال هناك، ولا معارك.. بل جرافات تنقضُّ على بيوتٍ فارغة، تحمل رسالة واحدة: "لا عودة لأصحاب الأرض".
أيُّ "حماية" هذه التي تبدأ بالتهجير وتنتهي بالهدم؟ وأيُّ مشروعٍ ذاك الذي يُقام على أنقاض بيوت المدنيين؟ ومَن أعطى الحق لهدم بيتٍ لمجرد أن أهله اختلفوا (معهم) أو رُحِّلوا قسراً؟
الصورة جليّة لا تحتاج إلى تبرير:
- الدولة في السويداء: ترميم، تأهيل، وإعادة استقرار.
- الميليشيا في السويداء: تهجير، هدم، تفتيت للمجتمع، ومحوٌ للذاكرة.
إنَّ مَن يهدم بيتَ عشيرةٍ إنما يزرع فتنةً لا تنتهي، ومَن يحكم بالجرافة لا يحمي كرامةً ولا يصون أرضاً، ومَن يمنع الناس من العودة إلى ديارهم لا يبني مستقبلاً.. بل يفتح أبواب الخراب.
ما يجري في السويداء ليس شأناً محلياً، ولا يندرج تحت "خصوصية المجتمع"، بل هو جريمة بحق الناس، وبحق المحافظة، وبحق سورية بأكملها.
سوريا لا تُبنى بالميليشيات؛ سوريا تُبنى بعودة الناس إلى بيوتهم، لا بهدمها فوق رؤوسهم أو استباحتها بعد تهجيرهم.
كنان ابن الجبل - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية