أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحليل: وثيقة 2018 تكشف هواجس النظام السوري من الحليف الروسي

في عام 2018، وأثناء ذروة التعاون العسكري بين دمشق وموسكو، أصدرت القيادة العامة للجيش السوري - تحت سلطة النظام السوري آنذاك - وثيقة سرية للغاية تحذر وتمنع تزويد "الأصدقاء الروس" بمعلومات عن الضباط السوريين.

في عام 2018 كان النظام السوري لا يزال يعتمد بشكل كامل على الدعم الروسي العسكري والسياسي للبقاء في السلطة، بعد أن استعاد مع حلفائه السيطرة على مناطق حيوية، لكن هذا التحذير يعبر عن عدم ثقة عميقة في النوايا الروسية الطويلة المدى، وخشية من محاولة روسية لبناء قواعد بيانات استخباراتية مفصلة عن الكوادر العسكرية السورية، تفوق حاجة "الدورات التدريبية".



قراءة ما بعد السقوط:
اليوم، وبعد التغيرات الجيوسياسية اللاحقة، يمكن قراءة هذه الوثيقة كمؤشر على:
- طبيعة التحالفات الهشة: حتى في ذروة التحالف، كان هناك شك وريبة متبادلة على المستوى المؤسسي.
- أسبقية الأمن الداخلي: حاول النظام الحفاظ على منطقة محظورة حتى أمام أقرب حلفائه، لحماية نظامه من الاختراق أو التأثير المفرط.
- الاستخبارات كأداة هيمنة: ربما رأت موسكو في جمع المعلومات التفصيلية (بما فيهم "من هو مسيطر على وحدته") وسيلة لفهم أدق لبنية القوة داخل الجيش السوري وتشكيلات الولاء، وهو ما حذرت منه القيادة السورية.

الوثيقة، رغم كونها صادرة عن نظام سقط لاحقاً، تبقى شهادة على التناقض الكامن في علاقات القوى غير المتكافئة. فهي تكشف أن النظام، رغم اعتماده الشديد على روسيا، كان يخشى من تحول هذا الحليف إلى قوة مهيمنة تمسك بمفاصله الداخلية. إنها تذكير بأن تحالفات البقاء قد تكون ضرورية، لكنها نادراً ما تكون مبنية على الثقة الكاملة، بل على حسابات مصلحية هشة وخائفة.

زمان الوصل
(434)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي