أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ملفات دمشق":"دفتر هاتف" اللواء كفاح ملحم يكشف خفايا مركزية السلطة في نظام الأسد المخلوع

في ليلة الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، ومع تسارع انهيار نظام الأسد واقتراب قوات المعارضة من دمشق، كانت العاصمة السورية تشهد موجة هروب لأبرز أركان النظام الأمنيين والعسكريين. من بين الفارين إلى روسيا، كان اللواء كفاح ملحم، الرئيس السابق لشعبة المخابرات العسكرية ومدير مكتب الأمن الوطني، الذي غادر مكتبه على عجل، تاركاً خلفه كنزاً وثائقياً يكشف جانباً من خبايا شبكة النظام الداخلية.

كشف تحقيق استقصائي أجرته "الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية - سراج"، ضمن المشروع الدولي "ملفات دمشق" الذي يشارك فيه "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)" وعدد من الشركاء الإعلاميين، عن إحدى هذه الوثائق شديدة الخصوصية: "دفتر الهاتف الشخصي" للواء ملحم، والذي يضم نحو 400 اسم ورقم اتصال.

دفتر يروي قصة النفوذ
شكل الدفتر، الذي عاينه فريق التحقيق، دليلاً مادياً على حجم قوة اللواء كفاح ملحم ومركزيته في مفاصل السلطة والأمن قبل سقوط النظام. وعلى الرغم من أن "دفتر الهواتف" لا يفصح عن طبيعة العلاقات، إلا أن الأسماء والأرقام المدونة فيه تشير إلى اتساع نفوذ ملحم رأسياً وأفقياً عبر أذرع النظام المختلفة.

يأتي الكشف عن هذا الدفتر في سياق مشروع "ملفات دمشق" الأكبر، وهو مبادرة استقصائية مشتركة تهدف إلى كشف تفاصيل جديدة حول البنية الداخلية لجهاز أمن الأسد وصلاته بحكومات أجنبية ومنظمات دولية، استناداً إلى تسريب هائل يضم أكثر من 134 ألف ملف مكتوبة باللغة العربية، تمتد لثلاثة عقود، وتعود أصولها إلى مخابرات سلاح الجو وإدارة المخابرات العامة في سوريا.

صعود في سلّم الإجرام
ويُعد اللواء كفاح ملحم، المولود في قرية جنينة رسلان بريف طرطوس عام 1961، أحد أبرز رموز آلة القمع في النظام. فقد تدرج في المناصب الأمنية بدأً من الحرس الجمهوري ثم المخابرات العسكرية، حيث تولى رئاسة فرع التحقيق 248 سيئ الصيت.

ومع اندلاع الثورة السورية، ازدادت سطوته، إذ عُيّن رئيساً لفرعي المخابرات العسكرية في حلب ثم اللاذقية، حيث ارتبط اسمه بعمليات قمع للمتظاهرين وتعذيب للمعتقلين، وهو ما وثقته تقارير حقوقية دولية، مثل تلك الصادرة عن "هيومن رايتس ووتش".

تُوّج صعوده بتعيينه مديراً لشعبة المخابرات العسكرية عام 2019، حيث امتد إشرافه ليشمل جرائم واسعة في سجن صيدنايا. وقد دفع سجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فرض عقوبات عليه عام 2020. وفي مطلع عام 2024، عُيّن ملحم مديراً لمكتب الأمن الوطني، المنصب الذي فرّ منه ليلة الثامن من ديسمبر 2024، تاركاً وراءه "دفتر الهواتف" شاهداً على شبكة علاقاته في قلب نظام حكم سقط.

(هذا المقال مستند إلى تحقيق صحفي نشرته "سراج" ضمن مشروع "ملفات دمشق" الاستقصائي).

للاطلاع على التقرير.. اضغط هنا

زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي