سلطت وكالة الأنباء القطرية "قنا" الضوء على تحول في الموقف القطري تجاه سوريا، حيث انتقلت الدوحة من دعم الثورة السورية منذ عام 2011 إلى مساندة مرحلة التعافي السياسي والاقتصادي للدولة السورية الجديدة، في أعقاب ما وصفته بـ "انتصار الثورة" وسقوط النظام في كانون الأول 2024.
ويُعدّ هذا التحول امتدادًا طبيعياً لوقوف قطر مع تطلعات الشعب السوري، وتمثل في خطوات ملموسة على عدة مستويات:
1. الدعم السياسي والدبلوماسي
- الزيارة المفصلية: شكلت زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى دمشق في 30 كانون الثاني الماضي، محطة مفصلية، حيث كانت الأولى لرئيس عربي ودولي عقب "الانتصار"، وحملت رسالة دعم واضحة لهذا التحول ووضعه على مسار الشرعية الإقليمية والدولية.
- استئناف العلاقات: استأنفت قطر عمل سفارتها في دمشق بعد انقطاع دام نحو ثلاثة عشر عاماً، لتكون بذلك ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها، تأكيداً لموقفها الداعم لتطلعات الشعب السوري.
- الدور الدولي: شاركت قطر بفاعلية في المؤتمرات الدولية (مثل مؤتمري باريس وبروكسل للمانحين 2025) ورحبت أمام مجلس الأمن بخطوات الإدارة السورية الجديدة نحو ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وتعزيز التوافق الوطني.
2. المساندة الاقتصادية والإغاثية
- سداد الديون: أعلنت قطر بالتعاون مع المملكة العربية السعودية سداد الالتزامات المالية المتأخرة على سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والبالغة نحو 15 مليون دولار، بما سمح باستئناف برامج البنك الهادفة لإعادة بناء المؤسسات.
- دعم الطاقة والبنية التحتية: تعهدت قطر بتزويد سوريا يومياً بنحو 2 مليون متر مكعب من الغاز لتشغيل محطة "دير علي"، مما يضيف نحو 400 ميغاواط للشبكة الكهربائية. كما أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري عن استعداد الدوحة لتزويد سوريا بـ 200 ميغاواط من الكهرباء وتقديم الدعم الفني لإعادة تشغيل البنى التحتية.
- الإغاثة والإعمار: بادرت قطر بإطلاق جسر جوي ومساعدات عاجلة، وأعلنت عن مساهمة بقيمة 50 مليون دولار في مؤتمر بروكسل 2025، إضافة إلى تمويل مشاريع واسعة في مجالات السكن والمياه والطاقة الشمسية، والمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، حيث كانت الخطوط الجوية القطرية أول شركة طيران مدنية تستأنف رحلاتها إليه.
- التعليم والصحة: تم تنفيذ برامج واسعة بالتعاون مع منظمة "اليونيسف" عبر مؤسسة "التعليم فوق الجميع" لتأمين التعليم لمئات الآلاف من الأطفال السوريين، إلى جانب تقديم حزمة طبية بقيمة 45 مليون ريال قطري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية