أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مطار دمشق الدولي: أمل جديد يواجه "فوبيا" الماضي

شهد مطار دمشق الدولي، اليوم السبت، تسليم رسالة غير تقليدية إلى أبناء سوريا العائدين من الخارج، رسالة تستهدف بشكل مباشر أكثر المخاوف عمقاً لدى السوريين: الاعتقال الأمني والمساءلة على خلفية الموقف السياسي. والرسالة، التي تداولها ناشطون ومراقبون، حملت عنواناً قوياً ومشفراً في آن: "اطمئن.. نقلوا بيت خالتك لخارج الخدمة".

ويُشكل مصطلح "بيت خالتك" (أو بيت الخالة) في الذاكرة الجمعية السورية لعقود شيفرة تُطلق على السجون والمعتقلات التابعة للأفرع الأمنية. هذه العبارة الرمزية، التي استُخدمت لتفادي النطق بكلمة "اعتقال" أو "فرع أمني" خوفاً من المراقبة، كانت ترمز إلى التغييب القسري والإذلال. استخدام هذا المصطلح تحديداً في رسالة رسمية أو شبه رسمية موجّهة للعائدين يؤكد وعي الجهة المصدرة بالهاجس الأمني الذي يدفع مئات الآلاف إلى التردد في العودة.

جوهر الاطمئنان ومكمن القلق
وبحسب الرسالة فإن "ذلك الزمن انتهى"، وأن البلد "تستوعب الجميع"، بما في ذلك أصحاب "الأفكار والمواقف" المُعارضة. هذه الدعوة تُعد تحولاً لافتاً في الخطاب الرسمي، حيث تفتح الباب أمام العودة السياسية للمعارضين، وليس فقط العودة الإنسانية.

وتالياً فالرسالة: اعتراف ضمني بوجود الماضي القمعي واستخدام لغة الشارع (بيت خالتك) لكسر حاجز الخوف.

وتمثل هذه الرسالة أيضاً محاولة لتسويق صورة مختلفة للواقع السوري. فهي ليست مجرد إعلان، بل هي استخدام للغة الرمزية (الشيفرة) التي يفهمها السوريون جيداً، في سياق إنساني (العودة)؛ بهدف التأثير على القرار المصيري للمغتربين.


ووفق مراقبين فإن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد بشكل أساسي على الشفافية الفعلية وهل تتبع هذه الرسالة سياسات وإجراءات واضحة تضمن عدم المساءلة؟ وضرورة وجود آليات رقابة دولية على مصير العائدين، وهو ما تطالب به المنظمات الإنسانية.

عودة مشروطة بالإصلاح
وخلاصة القول أن رسالة "بيت خالتك خارج الخدمة" رغبة (أو حاجة) في استعادة الكفاءات والأيدي العاملة المهاجرة. ولكن العودة الآمنة والمستدامة لن تتحقق بمجرد رسالة إعلامية، بل بتغيير بنيوي وقانوني يضمن مبدأ عدم الإعادة القسرية ويُعيد بناء السلام والتماسك الاجتماعي، ويحول المصطلحات الرمزية المخيفة إلى مجرد حكايا من الماضي.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(29)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي