مشكلتنا كبيرة مع الصحفي السوري المستشرق، الذي يتعامل مع السوريين كما ينص عليه عقده و الجهة الأوروبية المانحة، فهو يعمل على أنه صاحب الوعي والحكمة ويريد أن يدرب الشعب السوري على ذلك...
فحيناً يصف المختفين قسرياً بـ "الزومبي" وتارة يدخلك في حوار فلسفي نتيجته: "لا تنشر وثيقة تكشف بها مصير معتقل"، أعطها لي كي أستثمر فيها وأحصل على تمويل إضافي، ثم أنشر لكم أيها السوريون بعض الإحصائيات والجداول البيانية عن عدد شهداء التعذيب، طبعاً دون أسماء أو وجوه، فنشر تلك الأسماء بحسب عقد "المنحة" يمكن أن يضر بالسلم الأهلي!
لذلك يجتهد الصحفي المستشرق في تعليم السوريين كيف أن المعتقل المغيَّب ميت، لا يهم مكان وزمان القتل ولا من قتله!
عندما نشرت "زمان الوصل" أسماء شهداء قتلوا في سجون الدفاع الوطني، علم الأهالي يوم ومكان القتل، ومن المسؤول، فهرع عدد منهم لرفع قضايا على المجرمين، ومنهم من فتح بيت عزاء، وقِس ذلك على بقية الوثائق، لكن ذلك لا يعجب المستشرق الصغير، المطلوب بحسب المادة الثامنة من عقد المنحة "أن يساهم في السلم الأهلي ولا ينشر ما يؤثر عليه، وهذا يشمل اسم الضحية ومكان قتله وبيد من قتل..."
"زمان الوصل" ماضية كالسيف في كشف كل ملابسات قتل السوريين تحت التعذيب، وتدعو الأهالي لوقفة حازمة ضد "الخواجة الجديد"، وتقديم شكاوى مباشرة ضد الجلادين وداعميهم...
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية