اجتاحت موجة من الصدمة والحزن العميق منطقة الملّولة في طرابلس بعد وفاة الطفل "محمود فهد قدور"، اللاجئ السوري البالغ من العمر 10 سنوات، في حادث سير مروّع وقع مساء أمس.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن الطفل محمود، الذي كان يعمل على بسطة خضار لمساعدة عائلته، تعرّض للدهس من قبل مركبة مسرعة ومتهورة.
وذكرت بعض الروايات أن سيارة من نوع "مرسيدس" انحرفت عن مسارها واجتاحت عدداً من السيارات المتوقفة وحاوية نفايات قبل أن تصطدم بالطفل محمود. بينما أفادت روايات أخرى بفرار سائق "فان لنقل الركاب" من المكان فور وقوع الحادث. وأدى الاصطدام العنيف إلى وفاة الطفل على الفور متأثراً بإصاباته البالغة.
وهرعت فرق الصليب الأحمر اللبناني إلى الموقع، حيث عملت على نقل جثمان الطفل إلى مستشفى طرابلس الحكومي.وفي تطور لاحق، باشرت الجهات الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث. وتفيد بعض المصادر بأنه تم توقيف السائق لاستجوابه والتأكد من حالته أثناء القيادة وما إذا كان تحت تأثير أي مواد ممنوعة، في إطار السعي للكشف عن سبب السرعة الزائدة التي أدت إلى هذه المأساة.
هشاشة وضع الأطفال اللاجئين
وسلط هذا الحادث المأساوي الضوء مجدداً وبشكل مؤلم على هشاشة وضع الأطفال اللاجئين الذين يجبرون على العمل، وعلى الخطر الداهم الناتج عن الإهمال وعدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية في المنطقة.
كما سلط الضوء على عمالة الأطفال وذكّرت وفاة محمود بالضغوط الاقتصادية القاهرة التي تواجه الأسر السورية اللاجئة في لبنان، ومع وجود ما يزيد عن مليون ونصف سوري في لبنان، دفع الانهيار الاقتصادي المستمر والتضخم الجامح بعدد لا يحصى من الأسر إلى الحافة. في ظل صعوبة العثور على عمل مناسب للمعيلين، ويُجبر أطفال لا يتجاوز عمرهم محمود على ترك التعليم ودخول سوق العمل لتأمين لقمة العيش. غالباً ما يعمل هؤلاء الأطفال لساعات طويلة وفي ظروف خطرة، بما في ذلك البيع في الشوارع، مما يجعلهم عرضة بشكل استثنائي للحوادث المميتة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية