أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جبلة.. مدينة تتذكّر شهداءها وتستعيد تاريخها الثائر

برعاية محافظة اللاذقية، وبمبادرة من جمعية يداً بيد التنموية وفريق مُلهَم التطوعي، أُقيمت في مدينة جبلة فعالية "جبلة تُكرِّم شهداءها"، وهي فعالية خُصِّصت لتكريم أبناء المدينة الذين ارتقوا خلال الثورة السورية، إضافة إلى أولئك الذين قضوا في سجن تدمر خلال ثمانينيات القرن الماضي. تهدف الفعالية إلى إعادة الاعتبار لذاكرة مدينة حملت على عاتقها هَمَّ الحرية منذ اللحظة الأولى.

جبلة.. صوت مُبكِّر في وجه الاستبداد
تُعدّ مدينة جبلة من أوائل المدن السورية التي كسرت حاجز الخوف وخرجت في مظاهرات مُناهِضة للنظام البائد، حيث شهدت شوارعها أولى الاحتجاجات في 25 آذار 2011. وقد مَثَّل خروج الأهالي في ذلك التاريخ حدثًا فارقًا، خصوصًا أن المدينة تقع في منطقة تُعدّ لعقود طويلة خزانًا بشريًا لقوات النظام وميليشياته، مما عَزَّزَ رمزية موقفها وشجاعته.

حملات أمنية متتالية لِقَمْعِ الحِراك
عَقِبَ انطلاق الاحتجاجات، تَعَرَّضَت جبلة لسلسلة من الحملات الأمنية العنيفة، كان أبرزها في 24 نيسان 2011 و25 آب من العام نفسه، حيث نَفَّذَت أجهزة الأمن عمليات اعتقال ومُداهَمات واسعة بهدف إخماد أي شكل من أشكال الحراك الشعبي. وقد فَرَضَت تلك الحملات حِصارًا أمنيًا مُكَثَّفًا تَرَكَ أثرًا عميقًا في حياة سكان المدينة، واستمر حتى سقوط النظام في 8 ديسمبر.

أكثر من 350 شهيدًا.. ذاكرة لا تَنطَفِئ
دَفَعَت جبلة ثمنًا كبيرًا لمواقفها، فَقَدَّمَت أكثر من 350 شهيدًا من أبنائها. منهم من قَضَى تحت التعذيب في أقبية السجون والمُعتقلات، ومنهم من ارتقى وهو يقاتل في صفوف الثوار على جبهات جبل الأكراد وجبل التركمان، حيث أَسَّسَ عدد من أبناء المدينة كتائب مُقاتِلة شاركت في الدفاع عن المناطق الثائرة.

الفعالية.. مساحة للوفاء وتوثيق الذاكرة
تَضَمَّنَت فعالية "جبلة تُكرِّم شهداءها" عَرْضًا وثائقيًا يُوَثِّق بدايات الحراك في المدينة، وكَلِمَات استَذْكَرَت تضحيات أبنائها، إضافة إلى تكريم ذوي الشهداء الذين ظَلُّوا حُرَّاسًا للذاكرة رَغْمَ مَرارَةِ الفَقْد. وقد شَدَّدَ القائمون على أن تخليد أسماء الشهداء ليس مجرد نشاط اجتماعي، بل التزام أخلاقي وتاريخي تجاه مدينة قَدَّمَت كل ما تستطيع في سبيل الحرية.

جبلة.. مدينة لا تَنسَى
جاءت الفعالية لتُؤَكِّد أن جبلة ما زالت تَقْرَأ تاريخها بِصوتٍ واضح، وتَستَعيد سيرة أبنائها الشهداء بِرُوحٍ عالية من الوفاء. كما أعادت التذكير بأن المدينة، بتاريخها وتضحياتها، ستظل جزءًا لا يُمْحَى من مَسار الثورة السورية، وأن الذاكرة الحَيَّة لأبنائها ستبقى حاضرة مهما حاول الزمن طَمْسَها.

زمان الوصل
(7)    هل أعجبتك المقالة (5)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي