أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

آلاف الأبرياء معتقلون لدى قسد: سجون الرقة نموذجاً لكشف سياستها وفسادها وانتهاكاتها

تحت شعار "الديمقراطية"، تمارس "قسد" سياسة ديكتاتورية يُسجن على إثرها الآلاف من المدنيين الأبرياء في سجونها بمدينة الرقة. إضافة إلى المعتقلين من الصحفيين والناشطين والمعارضين، هناك أيضاً مقاتلون سابقون في الجيش الحر. 

وجاء اعتقالهم بناءً على تقارير كيدية من مخبرين تُسمَّى "المصادر"، والذين يكتبون هذه التقارير لأغراض مالية، مما يزيد من عدد الأبرياء الذين يواجهون مصيراً غير مستحق.

ورغم ادعاء "قسد" بالديمقراطية، لا أمل للمعتقلين في الخروج من السجون إلا بدفع الآلاف من الدولارات، الأمر الذي يعكس فساد النظام القضائي في هذه المنطقة، من قضاة ومحامين لا همَّ لهم سوى جني المال على حساب الضحايا. الوضع في سجون "قسد" يُشبه تماماً ممارسات النظام البائد من حيث التعذيب، الفساد، واستغلال السلطة.

يستعرض هذا التقرير السجون التابعة إدارياً لمحافظة الرقة، ويشمل عددها، مواقعها الجغرافية، نوعها، سعتها الإجمالية، عدد المعتقلين فيها، أوضاعهم، وبعض المشرفين عليها. ومن خلال المعلومات، تبيَّن أن هناك ثلاثة سجون أمنية.

السجون الأمنية ومراكز التعذيب
- سجن عايد "أمني"
يُعد مركز تحقيق يقع في مدخل مدينة الطبقة على أوتوستراد حلب، ويضم أكثر من 2400 معتقل من الصحفيين والناشطين والمعارضين ومقاتلين سابقين في الجيش الحر. تؤكد شهادات معتقلين سابقين تعرُّضهم لتعذيب جسدي ونفسي ممنهج، حيث يُمارس عليهم الصعق بالكهرباء، والتعليق ("الشبح")، والتعرِّي القسري. إضافة إلى ذلك، يُحرَم السجناء من الطعام والماء بشكل متعمد في بعض الأحيان. جميع الغرف مظلمة بلا كهرباء، ولا يُسمح للمعتقلين بالخروج إلى الشمس، فلا يعرفون الليل من النهار، مع تفشي الأمراض فيهم.

- سجن الاستخبارات "أمني"
يوصَف بأنه "الداخل مفقود والخارج مولود". السجن أمني بحت، وكل المشرفين عليه من الاستخبارات الأكراد. يقع تحت المشفى الوطني خلف مقر الأمن الداخلي في مدينة الرقة.

- سجن أبو غزالة "أمني"
يُعرَف بأنه سجن أمني ويشرف عليه استخبارات أكراد، ويقع تحت سد الفرات من جهة منطقة الطبقة.

السجون المركزية المكتظة
- سجن الأقطان
يقع داخل مركز الأقطان شمالي محافظة الرقة (15 كم). جاء تصميمه على غرار شكل سجن صيدنايا، ويضم ثلاثة أجنحة و 20 منفردة و 48 مهجعاً. سعته الإجمالية 2300، لكنه يضم حالياً 3000 معتقل. يُعد سجناً للمحكومين من 15 سنة إلى المؤبد. يشرف عليه ضباط برتبة نقيب وهم "كيبارة عفرين" و "بشار". ورغم أن التحالف الدولي يزوره بشكل دوري بسبب دمج مساجين تنظيم الدولة والمدنيين، إلا أن الأوضاع فيه مزرية، ويتعرض المعتقلون للتعذيب ويُحرَمون من الزيارات مع أهلهم، مع تفشي المرض و "الجَرَب" فيهم.

- سجن التعمير
يقع داخل مدينة الرقة شمالي دوار باسل بـ 200م. يضم 10 منفردات و 32 مهجعاً. سعته الإجمالية 1300، لكنه يضم نحو 1800 معتقل. يتبع السجن للمجلس التنفيذي والحماية أمن داخلي، وجميعهم من الأكراد. يشرف على السجن "هارون عفرين" و "محيو". شهد السجن في عام 2024 استعصاء للسجناء راح ضحيته 10 مساجين.

- سجن الأحداث
يقع جانب محطة القطار سابقاً (200م شرقي دوار التومين). يشرف عليه ضباط برتبة نقيب "فرهاد عفرين" و "ديغول". يوجد فيه 7 منفردات و 7 مهاجع. سعته الإجمالية 250، بينما يضم حالياً نحو 600 معتقل بينهم أطفال. نوعه نظارة تحولت إلى مركز تحقيق لأكثر من فرع، إلى جانب محكومين من 5 إلى 7 سنوات. المعاملة سيئة جداً فيه، مع تفشي أمراض وجَرَب، وسوء الطعام وغياب الرعاية الصحية. يُسمح للسجين بنصف ساعة كل أسبوع حتى يخرج للهواء. وقع فيه استعصاء في عام 2024 قُتل خلاله 5 أشخاص.

- سجن الطبقة المركزي (الكنيسة)
يقع داخل منطقة الطبقة. شهد استعصاء للسجناء في الأشهر الماضية نظراً للظلم والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون وبسبب فساد محاكمة الطبقة.

- سجن الفرقة 17
يقع شمالي محافظة الرقة (5 كم) داخل الفرقة 17. وهو سجن تابع للشرطة العسكرية ومعتقلوه من العسكريين التابعين لـ "قسد".

- سجن الرقة المركزي
تم إلغاء سجن الرقة المركزي الذي كان يقع جانب صوامع الحبوب عند المدخل الشمالي لمدينة الرقة تحت الجسر، ونُقل المساجين منه إلى سجن الأقطان.

نظارات التوقيف الريفية
تُعد هذه السجون نظارات توقيف وتضم العشرات من المعتقلين، لكنها في الواقع مراكز ابتزاز لدفع الرِّشاوى أو التحويل للمحاكمة والسجون المركزية.

- سجن حزيمة
يقع 25 كم شمالي الرقة داخل بلدة حزيمة شمالي محافظة الرقة.

- سجن الكرامة
يقع شرقي مدينة الرقة (30 كم) في بلدة الكرامة على الطريق العام.

- سجن المنصورة
يقع غربي محافظة الرقة (30 كم) داخل ناحية المنصورة.

- سجن الجرنية
يقع غربي محافظة الرقة (80 كم).

سجون مدينة الرقة تمثل نموذجاً يكشف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قسد في منطقة سيطرتها، في ظل صمت المنظمات الحقوقية الدولية وغياب الإعلام عن التغطية ونقل شهادات الناجين من السجون ومعاناتهم.

عمار الحميدي - زمان الوصل
(6)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي