سوريا جميلة المتوسط وعروسته زيَّنتْ شعرها على ضفافه وأنغامه و موسيقاه

في أجواء فنية نابضة بالشغف والإبداع، خصّص مهرجان سينميد في مونبلييه يوم الأربعاء 22 أكتوبر/تشرين الأول للاحتفاء بالسينما السورية الشابة، بالتعاون مع المركز الوطني للسينما، ضمن فعاليات دورته السابعة والأربعين. كان اليوم بمثابة تحية لجيل المخرجين السوريين الذين، رغم الحرب والتحديات، يواصلون بناء لغة  فنية وبصرية جديدة تعيد رسم ملامح المشهد السينمائي في بلادهم بعدما لبست ثوب الحرية الأخضر وقضت على رموز الظلم والطغيان.

في إفتتاح الدورة، عبّر مدير المهرجان كريستوف ليبارك عن روح الحدث بكلمات مؤثرة: "لطالما قلنا إن سينميد مهرجانٌ مفتوح القلب، حيٌّ كشعبه، على إيقاع البحر الأبيض المتوسط الذي يحمل في ثناياه قصصًا دراميةً وعظيمة، حيث تشكل الإنسانية محور الاهتمام".

وأضاف مؤكّدًا التزام المهرجان بحرية التعبير والحوار والفكر، رغم ما يواجهه العالم المتوسطي من صراعات، معتبرًا أن السينما تبقى تظلّ مساحةً للتلاقي والتفاهم.

إنطلقت الفعالية بكلمة لرئيس المركز الوطني للسينما غايتان برويل، تلتها مداخلة أكاديمية قدّمتها سيسيل بويكس من مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية حول تطور سينما المؤلف السوري. ثم جاءت حلقة النقاش بعنوان "نهضة السينما السورية"، التي ناقشت إبداعات الشباب وسط ظروف صعبة، تلتها جلسة ثانية بعنوان "تحديات الصناعة السورية اليوم"، ركّزت على سبل إعادة بناء قطاع الفن والدفاع عن حرية التعبير بشكل عام والسينما على وجه الخصوص في البلاد والحفاظ على التراث الفني الذخير في سوريا تلك الجوهرة القابعة في المتوسط وعلى ضفافه وبتاريخه، ورغم ما أكده القادمون من سوريا على صعوبة المواجهات والتحديات لكنهم مصممون بقدر و عزيمة قوية على المضي قدماً و الدفاع عن حرية الصحافة أمام أي معوقات ستواجهنا وهذا ما أكدت علية السيدة ساشا أيوب القادمة من سوريا.

إلى جانب هذه اللقاءات، يعرض المهرجان ستة عشر فيلمًا قصيرًا وستة أفلام روائية من سوريا، إلى جانب معرض صور في فندق كوروم، يجسّد عبر عدسته نبض الحياة السورية بين الذاكرة والحنين.

بهذه المبادرة، يفتح سينميد قلبه من جديد لسوريا، ليؤكد أن الفنّ، في عمقه الإنساني، أقوى من الحرب، وأن الصورة قادرة دائمًا على إعادة ولادة الأمل من تحت الرماد.