من المقرر أن تعقد شركة متخصصة تدعى "Line Scan" اجتماعًا خلال اليومين القادمين، في الشركة السورية للغاز لبدء تنفيذ مشروع "المسح الذكي لخطوط نقل الغاز"، وهو مشروع ضخم يُثار حوله جدل واسع بشأن جدواه الاقتصادية وشفافية تمويله.
تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية
تُشير المعلومات المتوفرة إلى أن خطوط نقل الغاز المستهدفة في المشروع قد تجاوزت عمرها الافتراضي بكثير. فالعمر التشغيلي المتوقع لهذه الخطوط هو حوالي 20 عامًا، في حين أن معظمها قد عمل لـ 25 عامًا أو أكثر.
الوضع الفني الحالي للخطوط يثير الشكوك حول فائدة المسح:
- تجاوز العمر الافتراضي: تشير المعطيات الفنية الأولية، حتى بدون المسح، إلى أن الخطوط قد وصلت إلى نهاية دورتها التشغيلية، مما يجعل الحاجة لاستبدالها هي النتيجة الأكثر ترجيحًا والمسبقة.
- وجود التآكل المؤكد: كشفت عمليات التنظيف الأولية التي تمت في مقاطع مختلفة من الخطوط عن وجود كميات كبيرة من "المياه الطبقية". هذا العامل يؤكد وجود تآكل داخلي كبير في بعض المقاطع، وهي نتيجة تدعم بشكل قوي نظرية عدم الجدوى الاقتصادية من إجراء مسح تفصيلي، حيث أن النتيجة (الحاجة للاستبدال) أصبحت شبه محسومة بالفعل.
- الاعتداءات والإصلاحات غير النظامية: تعرضت هذه الخطوط في السنوات الماضية لما لا يقل عن 500 اعتداء، وقد تم إصلاح الكثير منها بطرق "غير نظامية". هذا الوضع المعقد قد يستغل لتبرير أعمال إضافية غير مبررة ورفع كلفة المشروع، بدلاً من الاعتراف بالحاجة الملحة للاستبدال الكلي.
سيتم تنفيذ هذا المشروع عبر شركة "Line Scan" تحت غطاء شركة UCC (United Contracting Company)، المشروع ممول بمنحة مقدمة من دولة قطر. ويشير المنتقدون إلى أن تنفيذ عملية المسح الذكي لخطوط تُعرف مسبقًا بأنها انتهت صلاحيتها، قد يكون بمثابة "عملية لاستغلال" هذه المنحة القطرية عبر توجيه الأموال إلى عملية ذات نتائج فنية معلومة مسبقًا وبدون قيمة مضافة حقيقية.
هدر إضافي لـ "الغاز" قبل المسح
قبل إجراء المسح الذكي، تتطلب الخطوط عملية تنظيف شاملة. ومن المفارقات أن تنفيذ هذه الإصلاحات وعمليات التنظيف تتطلب هدر كميات غاز إضافية كان يمكن تفاديها لو تم اتخاذ قرار مباشر ببدء التخطيط لاستبدال الخطوط المتآكلة بالكامل، بدلاً من تخصيص ميزانية لعملية مسح نتائجها محسومة.
يرى الفنيون المطلعون أن الغرض الرئيسي من المسح الذكي هو تحديد ما إذا كان يجب استبدال الخطوط أم لا. وحيث إن العمر الافتراضي قد انتهى وظواهر التآكل مثبتة، فإن النتيجة معروفة سلفًا، مما يجعل العملية الحالية غير مجدية اقتصاديًا وتستنزف الأموال المخصصة للمنحة.
زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية