أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحلبي محمد أزرق.. من أواخر حراس النسيج اليدوي المهدد بالاندثار

يواصل المواطن السوري محمد أزرق، أحد آخر حرفيي النسيج اليدوي في مدينة حلب شمالي البلاد، الحفاظ على حرفة عريقة تواجه خطر الزوال، بعدما كان صوت الأنوال يملأ بيوت وأسواق المدينة قبل الحرب.

أزرق، البالغ من العمر 80 عاما، يقول إنه تعلّم المهنة من والده وهو في العاشرة من عمره، وظلّ وفيّا لها رغم تقلّص سوقها وتراجع عدد العاملين فيها بشكل كبير.

وأضاف في حديثه للأناضول: "العمل على النول صعب، فالعين والأذن والقدم واليد تعمل كلها معا".

ورغم صعوبة هذه الحرفة، قال أزرق إن "هذه المهنة تعني بالنسبة لي الحياة، تذكرني بكل عمري منذ طفولتي، أشعر بالسعادة عندما أرى الناس يستخدمون ما أنسجه".

وتابع: "القماش اليدوي يحمل روحا، أما ما تنتجه الآلات الكهربائية فلا روح له".

وتراجعت الحرفة التي كانت تُمارس عبر أكثر من 150 ألف نول داخل حلب قبل الحرب، حتى بات أزرق يعتقد أنه لم يبقَ سوى "معلم واحد أو اثنان" يعملان بها في المدينة.

ويجمع النول التقليدي عدة حرف في آنٍ واحد، من الحدادة والنجارة إلى الصباغة وصناعة الفتائل.

وينتج أزرق أنواعا مختلفة من الأقمشة التقليدية، بينها الحرير المحلي والصوف والشال الساتان وأحزمة الصوف، ويرسل جزءا من إنتاجه إلى أسواق خارجية تشمل الأردن وفلسطين والهند وباكستان ومصر.

ورغم تمسكه بالمهنة، أقرّ أزرق بأنه لم ينقلها إلى أبنائه السبعة، معتبرا أنها باتت شاقة ولا تناسب الأجيال الجديدة، قائلا: "كما انقرضت مهنة صانعي الطرابيش، هذه الحرفة أيضًا تقترب من نهايتها".

ومع ذلك، يواصل الحرفي الحلبي العمل على نوله القديم بإصرار، مؤمنا بأن الحفاظ على ما تبقى من النسيج اليدوي هو واجب تجاه مهنة ورثها عن آبائه، ويصفها بأنها "أمانة تحمل روحا وذاكرة مدينة كاملة".

وخلال الحرب التي استمرت نحو 13 عاما في البلاد وانتهت بالإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، تعرض جزء كبير من أسواق حلب القديمة لدمار كبير، ما ألحق الضرر بكثير من الصناعات والحرف التقليدية.

الأناضول
(7)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي