الشركة السورية للبترول تكشف استراتيجية شراكات وتطوير تمتد حتى 2035

في حوارٍ مفصّل مع قناة "الاخبارية السورية" الأربعاء الماضي، قدّم المهندس يوسف قبلاوي، الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول (SPC)، رؤيةً استراتيجية شاملة تكشف ملامح المرحلة المقبلة لقطاع الطاقة في سوريا. اللقاء سلّط الضوء على خطط طموحة تبدأ بإعادة التأهيل وتنتهي بالتصدير، مروراً بشراكات دولية واستثمار في الكوادر المحلية. 

أُسست الشركة السورية للبترول (SPC) بمرسوم جمهوري قبل شهرين، لتتحول إلى كيان وطني مستقل، يهدف إلى معالجة التشابك الإداري السابق والمساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني، مع التطلع للوصول إلى مصاف الشركات العالمية. 

أوضح قبلاوي أن وزارة الطاقة تشكل القبضة الاستراتيجية من خلال رئاسة مجلس إدارة الشركة والموافقة على عقودها، بينما تتركز مهمة (SPC) على التنفيذ الميداني: تطوير الحقول واستكشاف جديدة، وفقاً للتوجيهات العامة للوزارة. 

وكشف اللقاء عن تفاصيل التعاون مع شركات الطاقة العالمية: 

- في البر: مذكرتي تفاهم مع "كونوكو فيليبس" و"نوفيتيرا" تركزان على الغاز، وتشملان إعادة تأهيل الحقول الحالية (لمضاعفة الإنتاج في 10 أشهر) واستكشاف حقل جديد شمال دمشق (3000 كم²).

- في البحر: مفاوضات متقدمة مع عمالقة القطاع مثل "شيفرون" و"توتال" و"إيني" و"قطر إنرجي" للاستثمار في 5 بلوكات بحرية في المتوسط، يستغرق تطويرها نحو 6 سنوات. 

وضع قبلاوي جدولاً زمنياً طموحاً: تضاعف الإنتاج بحلول 2030 لسد الاحتياجات المحلية، والوصول إلى مرحلة تصدير الغاز بحلول 2035. وأبرز مقترحاً لإنشاء محطة إعادة تغويز في طرطوس أو بانياس، لتحويل سوريا إلى مركز إقليمي لتوزيع الغاز إلى أوروبا. 

في الإجابة على سؤال محوري حول القدرات التشغيلية، اعترف قبلاوي بأن تأهيل الكوادر هو "التحدي الحالي". وأشار إلى أن الكفاءات السورية تمتلك أساسيات قوية وقابلية سريعة للتعلم، رغم انقطاعها عن التطورات العالمية لسنوات. وكشف أن جميع العقود الدولية تتضمن بنوداً إلزامية لتدريب الكوادر الوطنية، كمحور أساسي لضمان استدامة المشاريع. 

لم يتوقف الطموح عند حدود سوريا، حيث كشف قبلاوي عن خطة للاستثمار الخارجي في مناطق مثل بحر قزوين وجنوب أفريقيا خلال 5 سنوات، على غرار "أرامكو" و"قطر إنرجي". كما أعلن عن نية طرح الشركة في البورصة العالمية بعد تعزيز مركزها المالي.

الحوار مع الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول يرسم خريطة طريق واضحة: شراكات دولية لاستعادة العافية الإنتاجية، ورؤية طموحة للتحول إلى دولة مصدرة للطاقة، مع استثمار أساسي في العنصر البشري كضمانة حقيقية لنجاح هذه الاستراتيجية الطموحة.