اختبار طائرة مسيرة للكشف عن الألغام بريف دمشق

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث "رائد الصالح" عن تنفيذ أول اختبار ناجح لطائرة مسيّرة مخصّصة لمسح المناطق الملوّثة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، وذلك في إطار التحضيرات لإطلاق منظومة المسح الجوي التي يجري العمل على تطويرها ضمن برامج المركز الوطني لمكافحة الألغام.

وقال الصالح إن هذا الاختبار يمثّل مرحلة جوهرية في جهود رفع مستوى الدقّة في تحديد المواقع الخطرة، بما يتيح حماية أفضل لفرق إزالة الألغام ويقلّل من نسبة المخاطر التي تهدد المجتمعات القريبة من المناطق الملوّثة. وأكد أن إدخال التكنولوجيا في هذا المجال يساهم في تسريع وتيرة العمل وتجاوز الكثير من التحديات التي تواجه الفرق الميدانية على الأرض.

وتعاني العديد من المناطق من انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من الحرب، ما يشكّل عقبة كبيرة أمام جهود إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية. وتسببت هذه المخلّفات خلال سنوات مضت في وقوع آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين، خاصة بين المدنيين الذين يرتادون الأراضي الزراعية أو المناطق غير الممسوحة.

وفي ظل صعوبة العمل التقليدي الذي يعتمد على التفتيش اليدوي وأجهزة الكشف المحمولة، أصبح اللجوء إلى التقنيات الحديثة — ومن بينها الطائرات المسيّرة وأنظمة الاستشعار المتقدمة — أحد الحلول الأكثر فاعلية لتحديد النقاط الساخنة ورسم خرائط دقيقة للمناطق الملوّثة.

وفقاً للصالح، فإن اعتماد طائرات مسيّرة مزوّدة بحساسات خاصة وكاميرات عالية الدقّة من شأنه أن: "يحدّ من المخاطر على فرق الهندسة العاملة في الميدان"و"يزيد سرعة عملية المسح مقارنة بالطرق التقليدية" و"يوفّر بيانات دقيقة تُسهم في وضع خطط أكثر فاعلية للإزالة" و"يدعم برامج التعافي وإعادة الإعمار عبر تسريع عملية تأمين الأراضي".

وأشار الوزير إلى أن الاختبارات القادمة ستشمل توسيع نطاق الطيران التجريبي وتحسين دقة أنظمة التحليل، وصولاً إلى تشغيل منظومة مسح جوي متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وربط البيانات في منصات واحدة، بما يضمن تغطية شاملة للمناطق ذات الأولوية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود وطنية وأممية متواصلة لإزالة الألغام وتسهيل عودة النازحين وتأمين البنية التحتية، ما يجعلها جزءاً من رؤية أوسع لتعزيز السلامة المجتمعية ودعم خطط التعافي والتنمية في المناطق المتضررة.