لايوجد عائلة في سوريا إلا ونالها ما نالها من الساقط . إلا ولها بيت أو دكان أو مزرعة قد دمرت أو عفشت أو سرقت ..!
عجيب أمر المحافظين ..!
يهتمون بتجميل ساحة الأمويين وسعدالله الجابري والدبلان وشقيقاتهم الناجيات من آلة التدمير الأسديه ويهملون القابون وباب الفرج وجرجناز وأخواتهم السوريات القابعات تحت الركام ...!
ماذا عن أرزاق الناس وممتلكاتهم. المدمرة ؟!.
هل ستظل فقط أوراق طابو محفوظه في الأدراج يتوارثها الأبناء الى ماشاءالله ..؟!
عام كامل يكاد يمضي على استعادة البلاد من أيدي السفاح ولم نسمع حديثا عن كيفية إعمار البيوت المدمره وإعادتها لأصحابها ليسكنوا فيها..! كم من الراغبين بالعودة من المهجر يحجمون عن العوده بحجة أن منازلهم مدمره ولاطاقة لهم بالإستئجار فيفضلون البقاء حيث كانوا ولو في الخيام ..!؟ لاحلولا ولا حتى تفكيرا بخطط وحلول ! فقط نسمع عن مشاريع سياحيه فارهه وفنادق ومولات ..! نسمع عن تجميل قاسيون وإنشاء البوليفارد ومشاريع القرابيص والعزيزيه وو..! لماذا لا يجتهد المحافظون ويدفعون لإيجاد حلول لإعمار المنازل التي يمتلكها ملايين السوريين والتي صارت أنقاضا ..؟
هؤلاء مجتهدون نشيطون في تجميل المدن الناجيات ويصرفون أموالا ليظهروها أمام زوارها وكأنها تمثل الصورة الجامعه لكل سوريا ولكنهم للأسف كسالى جدا في رسم الخطط لإحياء المدمرات (أكثر من ستين بالمئه من مدن وأحياء وأرياف سوريا)..! والمفارقه أن القرارات الإقتصاديه والخدميه التي يتخذونها لاتفرق بين من يقطن أبو رمانه والستة إلا ربع والموغامبو وبين من لايجد منزله ولا أثره ..! هذا الفريق الخدمي الإقتصادي عموما وبعد عام كامل يتعامل مع السوريين وكأنهم استعادوا مدنا سليمة معافاة فيصدر قرارات حضاريه تنظيميه تناسب مجتمعا متوسط الدخل في تصنيفه لا فقيرا بائسا في أغلبيته ..!
عام كامل يكاد يمضي والضغط والإشتراط والمنع والتحذير وترف التنظيم هو سيد القرارات...!
سوريا الوليده تحتاج الكثير.. فكما تم تحريرها على يد الثوار والسياسيين القادمين من الخنادق فهي تحتاج لتعميرها اقتصاديا وخدميا إلى مسؤولين قادمين من الخيام والمدن المدمره بالتعاون مع المرابطين الذين قبعوا تحت نير الساقط وسطوته فهؤلاء أخبر و أقدر من المسؤولين الأكاديميين القادمين من هارفارد وأوكسفورد مع كل الإحترام لهم ..!
السوريون ليسوا مستعجلين.. ويقدرون محدودية الإمكانات الماديه ولكنهم لا يتفهمون غياب الخطط أو حتى الحديث عنها ..!
عندما يهتم محافظ بتغيير أرصفة حي ناج يبعد أمتارا عن حي مدمر مهمل فهو بذلك وللأسف يدير انهيارا ولا يدير إعمارا..!
تلكم هي الحقيقه وذلكم هو الواقع فهل من قرار بإعادة النظر ...!؟
عصام تيزيني - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية