أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل بدأت فرصة الاستثمار العربي في النفط السوري تفوت؟

أرشيف

في ظل المؤشرات المتسارعة عن تحول في الموقف الدولي تجاه سوريا، وتحديداً الاجراءات الأمريكية لرفع العقوبات، تشهد العاصمة دمشق حركة غير مسبوقة على مستوى الاهتمام العالمي بقطاع الطاقة. 

المشهد الحالي يطرح سؤالاً ملحاً حول ما إذا كانت كيانات الاستثمار العربية، وعلى رأسها "الخليجية"، قد بدأت تفوت قطار الفرص الذي تسارع إليه الشركات العالمية. 

منافسون جدد يدقون الأبواب
شهدت وزارة الطاقة في دمشق، أول أمس الأربعاء، زيارة مزدوجة تعبر عن هذا التحول؛ حيث حل وفد رفيع المستوى من شركة "شل" العالمية، بالتزامن مع زيارة مستشار الرئاسة السورية أحمد زيدان. هذا التوقيت ليس اعتباطياً، بل هو إشارة قوية على أن القيادة السياسية تفتح الباب رسمياً للعودة. 

الأهم من الزيارة نفسها، هو ما يتم التفاوض عليه. وفقاً لمصادر بالوزارة، تدور المفاوضات حول إنشاء مصفاة تكرير عملاقة بطاقة إنتاجية لا تقل عن 250 ألف برميل يومياً، مع الإعلان عن تواصل مستمر مع عدة شركات عالمية أخرى. هذه المشاريع الضخمة هي ما تطمح إليه سوريا لإعادة إعمار قطاعها النفطي. 

لعل الدليل الأكثر وضوحاً على هذا التحول هو عودة "شل" العملاقة - ولو في زيارة عمل-، التي سبق وأعلنت، بعد سنوات من الحرب، عن عدم رغبتها في استئناف نشاطها في سوريا. يبدو أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لواشنطن قد غيرت المعادلة بشكل جذري، حيث أعادت الشركة العالمية حساباتها استباقاً لأي تطور سياسي. 

"شل" ليست مجرد شركة طاقة عادية؛ فهي رافد رئيسي للكوادر الهندسية والفنية السورية المتميزة، مما يمنحها معرفة عميقة بالسوق ومكامن القوة فيه. عودتها، بهذا الحجم والاهتمام، ترسل رسالة واضحة للمستثمرين العالميين والعرب بأن السوق السورية على أعتاب مرحلة جديدة. 

بينما تتحرك الشركات الدولية بسرعة لاستباق أي تغيير في السياسات الدولية وتؤسس لوجودها في مرحلة إعادة الإعمار، يبدو أن الاستثمار العربي فقد الميزة التنافسية الأولى في السوق التي طال انتظار فتحها. 

الرسالة التي يبعثها المشهد في دمشق واضحة: القطار بدأ يتحرك، والمقاعد محدودة. الشركات العالمية التي خرجت قبل سنوات تعود الآن بثقة، والسؤال الذي ينتظر إجابة هو: أين يكون موقع الاستثمار العربي من هذا التحول التاريخي؟

رئيس التحرير - زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي