شاب سوري ينال جائزة الشجاعة المدنية في ألمانيا بعد إنقاذه طفلًا من العنف الأسري

أشادت وسائل الإعلام الألمانية بالشاب السوري محمد علي فارس (16 عامًا) بعد موقف بطولي أظهر شجاعة نادرة وروحًا إنسانية عالية في مدينة لاودا (Lauda) بولاية بادن فورتمبيرغ جنوب ألمانيا.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى لحظة شاهد فيها محمد طفلًا صغيرًا يتعرض للضرب من والدته في محطة القطار، فلم يتردد في التدخل، محاولًا حماية الطفل وتهدئة الموقف. وبعد مغادرة المرأة وطفلها المكان عبر القطار، قام الشاب السوري على الفور بإبلاغ الشرطة، حرصًا على سلامة الصغير، ما أدى لاحقًا إلى فتح تحقيق رسمي وتدخل مكتب رعاية الشباب الألماني لحماية الطفل من أي أذى محتمل.

ووفق وسائل إعلام ألمانية دفع هذا التصرف الشجاع السلطات المحلية إلى تكريم محمد في حفل رسمي بمنطقة ماين تاوبر، حيث تسلّم جائزة الشجاعة المدنية لعام 2025، وهي جائزة تُمنح سنويًا لأشخاص أظهروا مواقف إنسانية استثنائية ومبادرات جريئة في سبيل حماية الآخرين.

وخلال الحفل، عبّر مسؤول المنطقة عن تقديره العميق لموقف الشاب، قائلاً: "إن وقوف محمد إلى جانب طفل لا يعرفه يعكس قيمًا نبيلة وإنسانية تستحق كل الاحترام، ويُظهر أن الشجاعة لا ترتبط بالعمر أو الجنسية بل بالضمير الإنساني الحي".

واضاف المصدر أن قصة محمد لاقت انتشارًا واسعًا في الصحف الألمانية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بـ"نموذجه المُلهم للاندماج الإيجابي"، معتبرين أنه يمثل الوجه المشرق للشباب السوري في بلدان اللجوء.

وتجدر الإشارة إلى أن جائزة الشجاعة المدنية في ألمانيا تُمنح منذ أعوام لأشخاص تصرفوا بإنسانية ومسؤولية في مواقف خطرة، وهي تهدف إلى تعزيز قيم التضامن والمبادرة الأخلاقية في المجتمع.