أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة الشهيد معتز أنس ليلى.. شهادة أب تكشف جانبًا من ممارسات أحد جلّادي مفرزة أمن الدولة في جبلة

الأب والشهيدين

تعود إلى الواجهة مجددًا قصة الشاب معتز أنس ليلى، أحد أبناء مدينة جبلة، الذي قُتل عام 2014 في حادثة أثارت آنذاك غضبًا واسعًا بين الأهالي، بعد اختطافه وابتزاز عائلته بمبالغ مالية كبيرة. وقد نشر والده، الأستاذ أنس ليلى، مؤخرًا عبر صفحته على فيسبوك رواية تفصيلية لما جرى، متّهمًا فيها المدعو آصف محسن يونس – الرقيب أول في مفرزة المخابرات العامة (أمن الدولة) خلال عهد النظام البائد – بالوقوف وراء الجريمة. 

رواية الأب
بحسب ما أورده أنس ليلى في منشوره، فإنّ الحادثة بدأت عندما اقتحم آصف يونس، برفقة مسلحين، محل ابنه معتز في الكراج القديم بمدينة جبلة عام 2014، مدّعيًا أن الشاب مطلوب لفرع أمن الدولة في اللاذقية.

ويضيف الأب أنه تعرّض لاحقًا لابتزاز مالي مباشر من قبل المجموعة ذاتها، إذ طُلبت منه مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن ابنه، بدأت بمئات الآلاف وانتهت – وفق قوله – بدفع ثلاثين مليون ليرة سورية في منتصف ليل مظلم على طريق القرداحة – اللاذقية. 

ويتابع الأب أنّ كل محاولاته للتواصل مع الأجهزة الأمنية حينها باءت بالفشل، رغم تقديمه معلومات وأرقامًا عن الجهة الخاطفة، ليُفاجأ في اليوم التالي بوجود جثة ابنه على جانب الطريق العام في القرداحة، مصابة برصاصة في الرأس.

ويؤكد ليلى أنه دُفن بعد الحصول على تعهّد بعدم رفع شعارات مناهضة للحكومة خلال الجنازة، التي تحوّلت رغم ذلك إلى تشييع حاشد ردّد فيه الأهالي شعارات تحيي الشهيد وتدين القاتل.

أثر الجريمة ومغادرة البلاد
يقول الأستاذ أنس إنه غادر البلاد لاحقًا بعد تلقيه تهديدات مباشرة، لاسيما بعد استشهاد ابنه الأكبر مصطفى الذي سبق معتز بعام واحد، إثر اعتقاله في سجن صيدنايا. ويختتم منشوره بالدعاء لولديه والشهداء جميعًا، مطالبًا بمحاسبة المتورطين فيما وصفه بـ "جرائم الخطف والقتل التي ارتُكبت تحت غطاء السلطة". 

إعادة فتح الملف 
وقد أعادت هذه الشهادة التداول في قضية آصف محسن يونس، الذي أُلقي القبض عليه مؤخرًا في جبلة، والمتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال خدمته الأمنية، من تعذيب وابتزاز وخطف وقتل. وتطالب عائلة ليلى، ومعها كثير من أهالي المدينة، بـ إعادة فتح ملفات الانتهاكات السابقة ومحاسبة جميع المسؤولين عنها. 

ورغم عدم صدور بيان رسمي عن وزارة الداخلية حتى الآن بخصوص هذه القضية، فإنّ شهادات الأهالي وذوي الضحايا تشير إلى أنّ ما جرى قد يشكّل بداية مرحلة جديدة من المساءلة والعدالة المنتظرة في جبلة.

عروة السوسي - زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي