خلال الأسابيع الماضية، انشغل فريقنا بالبحث في موضوع المختطفات، في ظل سيل الأخبار غير الدقيقة التي نشرت عنهن، والتي خُتمت بمصطلحات محببة للبعض: "سبية، نخاسة"..
لكن لم نعثر إلا على شهادات مترددة، طلب أصحابها عدم النشر لاحقًا، فيما طلب والد إحداهن حذف مادة عن اختفائها قائلاً: "استرونا، البنت تزوجت!"، حتى إنه رفض أن ننوّه أن العملية برمتها ليست اختطافًا بل "خطيفة"، وهو مصطلح يعرفه السوريون حول هروب فتاة مع شاب والزواج به.
المشكلة الحقيقية كانت بالتالي للأسف: إذا هربت فتاة مع شخص من غير طائفتها،فالرواية الأولى: "خطف، سبي"، أما إذا كانت العملية بين فتاة وشاب من نفس الطائفة، فكانت تسمى "وانتصر الحب".
أتحدث عنها عن تجارب صحفية أكلت من وقتنا أيامًا، وفي النهاية 41 حالة خطف كلها غير حقيقية، هزّت المجتمع المحلي والدولي في بعض الأحيان.
في حالة من الحالات،أجرينا لقاءً مطولاً مع سيدة قيل إنها اختُطفت، وقالت وحلفت وصرخت أنها لم تُخطَف، لكن الرواية الطائفية أبت إلا أن تصر على الخطف والسبي.. الفيديو في التعليقات.
ليس في سوريا تلك الأفكار التي يُروج لها، فهي موجودة فقط في أحلام الباحث عن تشويه صورة سوريا الجديدة حتى بالضلال.
بالمختصر، عندما تخطئ وزارة الداخلية لن نسكت، لكن لن نفتري عليها لنركب ترند "السبي".
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية