هل يمثل القائمون على وزارة التعليم العالي الموفدين؟

كعادتي كل صباح أبدأ بمتابعة الأحداث السورية الداخلية والخارجية، وأبدأ بجريدة زمان الوصل وأعرج على غيرها، ولايخلو الأمر من أن أطلع على أخبار وزارتي (وزارة التعليم العالي) لأتابع آخر إنجازاتها.

اليوم بتاريخ 27 تشرين الأول 2025، كان هنالك تنبيه قوي على موقع الوزارة بضرورة ترقب لقاء خاص وحصري مع وزير التعليم العالي عبر شاشة الإخبارية السورية  حول (حوار شامل حول ملفات التعليم العالي في سوريا مابعد التحرير).

قرأت محاور اللقاء الأربعة عشر، قرأتها مرات ومرات، فركت عيني عَلَّنِي لم أصح من النوم وأعدت القراءة، استدعيت زوجتي لتقرأها بصوت عالٍ علني أغفلت أحدها.

تأكدت تماماً أن اللقاء لم يدرج قضية الموفدين وكفلائهم في المحاور الأربعة عشر لامن قريب ولامن بعيد، وكأن هذا الأمر ثانوي وغير مهم للوزير والقائمين على الوزارة.

لقد نشرت جريدة زمان الوصل منذ التحرير حتى اليوم خمس مقالات عن هذا الموضوع كالتالي:

1- 20 آذار 2025: (هل يبدأ عطار التعليم العالي بإصلاح ماأفسد الدهر).

2- 8 حزيران 2025: (السيد وزير التعليم العالي: حن الحديد على حالو وأنت ماحنيت).

3- 3 تموز 2025: (المراسيم اللادستورية ياسيادة الرئيس).

4- 25 أيلول 2025: (التعليم العالي: إذا لم تستح فاصنع ماشئت).

5-  23 تشرين الأول 2025: (المراسيم اللادستورية: حتى لايتوقف قرع الأجراس).

فبعد هذه المقالات الخمس على مدار 7 أشهر، إن عدم التطرق في الحوار في محاوره الأربعة عشر لقضية الموفدين، لايدع مجالاً للشك للذين مازالوا يأملون خيراً من هؤلاء القائمين على الوزارة وعلى رأسهم الوزير الحالي، أنهم حالمون ويعيشون في الوهم.

إنهم في وزارة التعليم العالي يرفضون التعامل مع موفديهم المتفوقين وليس كما يروجون على لسان بعض أزلامهم الموتورة أننا من زمن الأسد، فنحن متفوقون رغم أنوفكم، تم إيفادنا وفرزنا بمسابقات ومفاضلات على أساس التفوق كما يحدث في مفاضلات البكالوريا، وحصلنا على شهاداتنا العليا من جامعات عريقة تفوق الجامعات السورية بأشواط دليل تفوقنا، وكثير منا من عاد إلى سوريا بعد أخذ الدكتوراة وعمل في جامعاتها لفترة ومشهود لهم بعلمهم، ثم غادروا سوريا بعد بدء الثورة وقبلتهم جامعات عريقة أيضاً ومعاهد أبحاث، والآن أسماؤهم متميزة ولسوريا أن تفخر بهم شاء من شاء وأبى من أبى.

اليوم يأتي القائمون على الوزراة ليتعاملوا مع هؤلاء النخب العلمية بالتجاهل وبمنتهى الصفاقة التي لم نعهد لها مثيلاً بعد خمس مقالات تدلل أن مراسيمهم الأسدية التي يرفعونها ضدنا ويستخدمونها هي لادستورية ولاقانونية في خمس مواضع. هل من ذلك إلا دليل فاضح أنهم أسديون بامتياز باعتمادهم على مراسيم الأسد الاستثنائية برائحتها العفنة. وأزيد على هذه الصفاقة، صفاقة أخرى وهي تجاهلهم للصحافة التي نشرت مقالات خمس عن هذا الموضوع، دليل أنهم لايقرؤون أو لا يأبهون لما يُكتبُ حولهم. على الأقل لينبري مكتبهم الإعلامي من خلال صفحة زمان الوصل بالرد على دعوانا بمقالاتنا الخمس!!!!

إنني من منبر جريدة زمان الوصل أدعو جميع الموفدين وكفلائهم أن يتظاهروا عبر الأنترنيت، ويرفعوا الصوت عالياً لإسقاط وزير التعليم العالي والقائمين على الوزارة، كما تظاهر على الأرض رافضي المرسوم 66 الخاص بـ (ماروتا سيتي) و (باسيليا سيتي) وطالب بعضهم بإسقاط المحافظ فاضطروه لتجميد مرسوم العار 66، والاعتذار ووصف هذا المرسوم بالظالم والجائر. 

إنني أدعو جميع الموفدين للرد على مقابلة وزير التعليم العالي بشعار واحد: (هذا الوزير لايمثلنا)، وهو حقاً كذلك طالما لم يدرج قضيتنا المحقة ضمن محاور لقائه مع الإخبارية ليعتذر ويجمد مراسيم العار بحقنا. 

إن محاولاتكم لسرقة الموفدين بهذه المراسيم الأسدية، لايصفها إلا قول الشاعر عن أشباهكم:

أَبَـدَاً صَــلَاتُهُمُ تُـقَـــامُ لِبَـــاطِـلٍ        عَبَدُوا وَمَاعَبَدُوا سِوَى الدُّولَار

سَلَبُوْهُ مِنْ قُوْتِ (المُعِيْدِ) وَجَهْدِهِ       قُطْعَانُ ذُئْبَــانٍ وَحَشْدُ ضَوَارِيْ 

وأعود للدعوة بصوت وحيد: (هذا الوزير لايمثلنا).