لا شك أن الحكومة السورية تمر بظروف وضغوط دولية في هذه المرحلة الانتقالية، لا سيما بعد أحداث الساحل إلى جانب السويداء، لكن البركان الأكبر الذي يهدد بالانفجار وزلزال الشرق الأوسط يكمن في الجزيرة السورية، حيث ترفض الغالبية العظمى من سكانها تواجد ميليشيا "قسد" في مناطقهم. هذه الميليشيا ضربت عرض الحائط بجميع القوانين الدولية والحقوقية والإنسانية بسبب انتهاكاتها المستمرة ليلاً ونهاراً.
ومن الأمثلة على ذلك: سجن الثوار سابقاً والتضييق عليهم، سلب حرية التعبير من الناس، اغتيال مدنيين، تجنيد الأطفال، الاعتقال دون تهم، نشر المخدرات، فرض الضرائب، إهلاك المزارعين، سيادة الفساد، وانعدام الخدمات الأساسية كالصحة والكهرباء والماء.
وما يزيد الطين بلة هو أن ميليشيا "قسد" لم تكتفِ بإغراق الحكومة بالتفاصيل عبر اتفاقية 10 آذار، بل تضافرت معها الماكينات الإعلامية التي تحشد ضدها، والتصريحات النارية لقيادتها التي لا تهدأ. هذا كله أثار استياءً وغضباً عارماً لدى أهالي الجزيرة السورية.
وحتى الآن، لم يخرج أي ممثل عن الدولة السورية ليشرح لملايين السوريين مصيرهم وما سيؤول إليه وضعهم؛ فحتى الذين انشقوا عن صفوف "قسد" لم تستقبلهم الحكومة، وشيوخ العشائر لم يلتقوا المسؤولين، وغابت التغطية الإعلامية الرسمية عن المشهد تماماً.
لذلك، أحذر الدولة: فالجزيرة السورية بركان عشائري كامن؛ إذا انفجر سيفكك ميليشيا "قسد" ويقوض السلم الأهلي ويدخل البلاد في فوضى عارمة.
فسكان المنطقة من العشائر، ومهما تنازعوا فيما بينهم، فإنهم يتوحدون عند المحن، وتشهد لهم الحقائق التاريخية على هذه الوحدة، حتى قبل الثورة السورية (أو: كما شهدت لهم في الثورة الفرنسية وقبل الثورة السورية).
إنهم لا يطالبونكم بالحرب، لكن نناشدكم: اخرجوا على الإعلام ووضحوا لهم مصيرهم وما سيحدث لهم.
عمار الحميدي - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية