جهاد أحمد الدالاتي: عقد من الغياب.. عائلة تبحث عن تاجر فقد أثره في ليل الزبداني

منذ سبتمبر (أيلول) عام 2013، تحولت حياة أسرة الدالاتي في مدينة الزبداني بريف دمشق إلى رحلة بحث مؤلمة عن رب عائلتهم، جهاد أحمد الدالاتي (مواليد 6 أكتوبر 1968)، التاجر الذي اختفى أثره بعد حادثة اعتقال غامضة باتت نموذجاً لآلاف حالات الاختفاء القسري في سوريا.

كان جهاد الدالاتي يعيش حياته كتاجر ومتزوج في مسقط رأسه الزبداني. القلق بدأ يساور العائلة في سبتمبر 2013، عندما داهمت "اللجان الشعبية" وقوات من الجيش السوري منزلهم في ساعات الليل. بعد تفتيش المنزل، طلب عناصر الأمن من والد جهاد مرافقته لتفتيش سيارة الابن، ليتم اقتياد جهاد في سيارته الخاصة.

لم يكن هذا الاعتقال هو الأول؛ ففي شباط 2011، اعتُقل جهاد وأُفرج عنه بعد شهر. لكن هذه المرة كانت مختلفة. بعد يومين من اقتياد جهاد، عادت القوات وأخذت سيارة العمل الأخرى التي يملكها، ومنذ تلك اللحظة، انقطع أثر جهاد الدالاتي تماماً، وبات مصيره مجهولاً.

"منذ ذلك الحين لا نعرف عنه شيئاً"، تقول عائلة الدالاتي التي لم تدخر جهداً في محاولة الكشف عن مصير ابنها. لجأت العائلة إلى القنوات القانونية، حيث أكدت: "نعم حاولنا السؤال عنه عن طريق محامٍ، ولكن لم نحصل على أي معلومات". كما أن محاولاتهم لطلب زيارة لجهاد قوبلت بالرفض، مؤكدين أن "النظام يتحفظ على والدي ولا يعترف به".

وسط هذا الجدار الصامت، لم تتوقف العائلة عن التشبث بأي بصيص أمل، مهما كان ضعيفاً. تلقت العائلة "معلومات ولكن ليست مؤكدة" مفادها أن شخصاً أُفرج عنه من سجن صيدنايا العسكري "قد لمحه مصادفةً"، ولكنه لم يكن "متأكداً ولا يجزم أنه هوَ". هذه المعلومة الخافتة، على الرغم من عدم يقينها، تعزز مخاوف العائلة من أن يكون جهاد قد نُقل إلى واحد من أسوأ السجون سمعة في سوريا.

اليوم، وبعد أكثر من عقد على غيابه، يبقى جهاد أحمد الدالاتي مجرد رقم في سجلات المفقودين، وتبقى والدته صبحية وأسرته تنتظر أي خبر ينهي سنوات العذاب هذه، وتطالب بالكشف عن مصيره والاعتراف بوجوده، لإنهاء حالة التعتيم على مصير الآلاف من المعتقلين والمختفين قسرياً في سوريا.