أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رغم إزالة أسماء قتلى جيش النظام البائد.. تحفظٌ شعبي في جبلة على تغيير أسماء مدارس عريقة

مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس

رغم الترحيب الواسع من قبل العديد من أبناء مدينة جبلة، ولا سيما من الحاضنة الثورية التي عارضت نظام الأسد طوال أربعة عشر عاماً من عمر الثورة السورية، بقرار إزالة أسماء رموز النظام البائد الذين تورطوا في قتل السوريين من واجهات المدارس داخل المدينة وريفها، إلا أن قرار تغيير أسماء عددٍ من المدارس القديمة أثار موجة من التحفظ والاعتراض الشعبي.

فقد عبّر كثير من الأهالي عن استغرابهم من شمول القرار مدارس ارتبطت بوجدان المدينة وذاكرتها التربوية والاجتماعية، واعتبروه "خطوة متسرعة" تمسّ أسماءً تحمل رمزية محلية لا تمت بصلة للنظام السابق أو رموزه.

وتنحدر تلك الأسماء من عائلات جبلاوية عريقة، من مختلف الطوائف والمكونات – سنّة وعلويين – ممن عُرف عنهم الانتماء الوطني والإنساني بعيداً عن الاصطفافات السياسية.

ومن أبرز المدارس التي شملها القرار:
- مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس، الذي ارتقى في عدوان حزيران عام 1967، وقد اعترفت الصحافة الإسرائيلية آنذاك ببطولاته على الجبهة.
- مدرسة الشهيد بلال مكية.
- مدرسة الشهيد جهاد خير بيك للإناث.
- مدرسة الشهيد محمد مهنا سليمان.
- مدرسة أبي العلاء المعري، وهو شاعر وفيلسوف عربي لم يكن له أي ارتباط بالنظام البائد، الأمر الذي دفع أحد الأهالي للتعليق بسخرية: "حتى أبي العلاء المعري لم ينجُ من قوائم التغيير، رغم أنه لم يكن شهيداً في 67 ولا في 73، ولم يخدم في جيش النظام بعد الثورة!".

من جهتهم، اعتبر الأهالي أن "الاعتراض لا يتعلّق برفض مبدأ التغيير، بل بضرورة احترام ذاكرة المدينة وتاريخها"، مشيرين إلى أن "كثيراً من تلك المدارس تحولت إلى رموز مكانية ومعالم اجتماعية ترتبط بأجيالٍ من الطلاب والمعلمين".

وفي السياق ذاته، نشر عضو مجلس الشعب عن مدينة جبلة منشوراً على صفحته في "فيسبوك" استذكر فيه أيام دراسته وأسماء معلميه في تلك المدارس، قائلاً: "في ذاكرتنا جميعاً تاريخ لا يُمحى بجرة قلم… هي أيام عشناها ولا زالت ذكراها تتشبّث بقلوبنا. مدرستنا تاريخ محفور فينا بكل تفاصيلها… قاعاتها وملعبها ومدرّسوها الأفاضل الذين تركوا بصماتهم في أجيالٍ من أبناء جبلة".

وذكر منهم: محمد جدوع، محمد الرياحي، يحيى أحمد، طلال موصللي، مصطفى مثبوت، نزار مهنا، فاطمة الخير، نجاة مريش، عبد المنعم مظلوم، كمال العلي وغيرهم من المربين الذين أسهموا في بناء الوعي والجيل.

وختم النائب منشوره قائلاً: "ذاكرتنا في مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس أشبه بمتحف صغير مغلق داخل أرواحنا… لذلك لا لتغيير أسماء مدارس محفورة في ذاكرة كل جبلاوي: محمد سعيد يونس – جهاد خير بيك – بلال مكية".

وفي ختام المواقف الشعبية، دعا أهالي جبلة مديرية التربية إلى إعادة النظر بالقرار، ومراعاة الذاكرة الجمعية لأبناء المدينة، مؤكدين أن التجديد لا يعني محو التاريخ، وأن احترام إرث المكان جزء من احترام الإنسان ذاته.

عروة السوسي - زمان الوصل
(12)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي