
في وسط شارع بتلكلخ بحمص عام 1991، نصبنا مرميين استعداداً لمباراة كرة قدم بين فريقنا "النسور" وفريق جاء من حمص يسمّي نفسه "الفهود".
المباراة كانت قائمة على كرة "غسان"، البرجوازي الصغير بيننا، الذي كان يرتدي دائماً طقماً من "أديداس" مهرّباً من لبنان، وصاحب كرة جلدية مرسوم عليها مسدسات سوداء وبيضاء.
المشكلة في كل مباراة كانت مزاج صاحب الكرة. لا يقبل باحتساب الهدف الصحيح، ويطالب دوماً بضربة جزاء غير مستحقة، مهدداً بسحب الكرة والعودة إلى منزله الكبير. كنا نسايره قدر الإمكان، إلى أن تحولت الحجج إلى ذرائع لسحب الكرة، بحجة أنه تأخر عن المنزل أو لديه عزيمة في مطعم فاخر بالحواش.
حتى انطلقت شرارة "الثورة" بيننا. اجتمع أطفال العريضة الغربية في تلكلخ وأطفال باب السباع في حمص، وقرروا جمع تبرعات لشراء كرة جديدة.
لكن بعض الأطفال لم يكن يملك حتى خمس ليرات للمساهمة. فقرر "مجلس الثورة" وضع صندوق كرتوني، يضع فيه الطفل يده ويرمي الخمس ليرات أو لا، كي لا يُعرف من لم يستطع الدفع. وهكذا اشترينا كرة جميلة مهرّبة من لبنان.
عاد غسان ليجلس أياماً على دكة الاحتياط، وعندما لعب لم نعد نسمع صوته.
أيها السوريون، دعونا نشتري كرتنا بأموالنا، وإن كانت قليلة، ولا نسمح لغسان أن يتحكم بنا.
رئيس التحرير - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية