
أعلنت "رابطة عائلات قيصر" عن إطلاق جائزة سنوية تحمل اسم الفنان المسرحي السوري المعتقل "زكي كورديلو"، تكريماً لمسيرته الفنية ودفاعه عن الحرية، وتمنح الجائزة سنوياً لأفضل الأعمال المسرحية والفنية التي تجسد قيم الحرية والإبداع والمقاومة المدنية.
وزكي كورديلو، المولود في دمشق عام 1960، يعد من أبرز وجوه المسرح السوري، إذ قدم خلال مسيرته أعمالاً لافتة جمعت بين الأصالة والتجديد، وكان من الداعين لاستخدام الفن كأداة للتعبير عن هموم الناس ومقاومة الاستبداد.
في آب/أغسطس 2012، اعتقله النظام السوري مع نجله مهيار، وما يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم، ليصبح اسمه رمزاً لمعاناة مئات الفنانين والمثقفين السوريين الذين دفعوا حياتهم أو حريتهم ثمناً لمواقفهم.
ووفق بيان الجائزة فإنها تهدف الجائزة إلى: "دعم الأعمال المسرحية والفنية التي تحمل روح المقاومة المدنية وتسعى لإعلاء صوت الحرية والعدالة" و"تخليد ذكرى زكي كورديلو" و"التأكيد على دوره في تطوير المسرح السوري كفن نقدي وإنساني".
و"توفير منصة للمبدعين السوريين والعرب لتقديم أعمال تسهم في بناء ذاكرة جماعية قائمة على القيم الإنسانية".
وتنوعت مجالات المشاركة بين الأعمال المسرحية المنشورة منذ مطلع عام 2024.
والنصوص المسرحية المكتوبة باللغة العربية أو المترجمة إليها.
وتُشرف على الجائزة لجنة تحكيم مستقلة مكوّنة من مبدعين سوريين وعرب من داخل سوريا وخارجها، يمثلون مجالات المسرح والفنون والثقافة، بما يضمن نزاهة عملية التقييم وموضوعيتها.
وتمنح الجائزة السنوية للفائز مبلغاً مالياً، إضافة إلى درع تكريمي يحمل اسم الفنان.
دلالات إطلاق الجائزة
يرى مراقبون أن إطلاق الجائزة ليس مجرد حدث ثقافي فني، بل هو فعل مقاومة رمزية في وجه القمع والاستبداد، ومحاولة لاستعادة صوت الفنانين المعتقلين والمغيبين قسراً في سوريا. فالجائزة تُعيد طرح سؤال الحرية بوصفها قيمة إنسانية عليا، وتؤكد أن الفن لا ينفصل عن معركة الشعب في مواجهة الطغيان.
كما أن اختيار اسم كورديلو يحمل بعداً وجدانياً، إذ يمثل الرجل نموذج الفنان الملتزم بقضايا مجتمعه، والذي اختار أن يكون الفن عنده موقفاً أخلاقياً وسياسياً بقدر ما هو إبداع جمالي.
وتم اعتقال الفنان المسرحي والممثل السوري زكي كورديللو في 11 آب/أغسطس 2012، على يد أجهزة المخابرات الجوية السورية، وذلك من منزله في حي مساكن برزة بدمشق، برفقة ابنه مهيار (الذي كان طالباً في معهد الفنون المسرحية).
وجاء الاعتقال في سياق الحملة الأمنية الواسعة التي شنتها السلطات السورية آنذاك ضد الفنانين والمثقفين والنشطاء الذين عُرفوا بمواقفهم المعارضة للنظام أو المتعاطفة مع الثورة السورية.
ومنذ لحظة الاعتقال وحتى اليوم ما يزال مصيره ومصير ابنه مجهولين، إذ لم يصدر أي إعلان رسمي عن مكان احتجازهما أو التهم الموجهة إليهما، ما وضعهما في عداد المغيبين قسرياً.
فارس الرفاعي - زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية