أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"احرسوا عظامنا".. المقابر الجماعية في سوريا بين الإهمال والحاجة إلى خطة وطنية للإنقاذ

تمثل المقابر الجماعية في سوريا أحد أكثر الملفات دموية وحساسية بعد سنوات الحرب. فهي ليست مجرد حفر ممتلئة بالرفات، بل أدلة دامغة على جرائم منظمة، وذاكرة جمعية لعشرات آلاف المفقودين. لكن هذه الأدلة ما تزال عرضة للطمس والعبث، في ظل غياب أي خطة منهجية لحمايتها أو التعامل معها.

شعار "احرسوا عظامنا" الذي ترفعه "زمان الوصل"، يلخص المطلب الإنساني والقانوني بوقف الإهمال، وتحويل هذه المواقع من فضاءات مشاع إلى ملفات جنائية موثقة تفتح الطريق نحو العدالة. 

المطلوب اليوم واضح
إغلاق المواقع فورًا ومنع الدخول غير المصرح به، استدعاء فرق بحث جنائية مختصة، وتوثيق الأدلة وفق معايير دولية، قبل الشروع في رفع الرفات وتحليلها. هذه الخطوات تضمن سلسلة حفظ الأدلة، وتحفظ حقوق العائلات في معرفة مصير أبنائها.

بعد انتهاء التحقيقات الجنائية، لا بد من نقل الرفات إلى مقبرة خاصة بشهداء الثورة، تُدار بطريقة رسمية وموثقة، بحيث يُدفن كل ضحية بشكل لائق، مع سجل وطني يربط الأسماء بالقبور، ويتيح للعائلات مكانًا حقيقيًا للحزن والزيارة. كما يُفترض أن ترافق هذه العملية حملة توثيق شاملة، تشمل إنشاء بنك DNA وربط نتائجه بملفات المفقودين.

المقابر الجماعية ليست قضية ماضٍ، بل ملف حاضر ومستقبل، يتصل بالمحاسبة والعدالة الانتقالية. تركها بلا حماية يعني إتاحة الفرصة للعبث أو محو الأدلة، ما يعني عمليًا تبرئة غير مباشرة للجناة.

حماية العظام، حفظ الأدلة، دفن لائق، ومقبرة للثورة... هذه ليست ترفًا إنسانيًا، بل التزام وطني لا يحتمل التأجيل.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(23)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي