
ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، خطاباً وصف بالتاريخي أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعرض فيه معاناة الشعب السوري خلال عقود النظام البائد، والانتصار الذي تحقق بفضل تضحياته، وصولاً إلى مرحلة بناء الدولة الجديدة.
الرئيس الشرع استهل كلمته بالقول إن "الحكاية السورية حكاية تختلط فيها المشاعر، بين الألم العميق والأمل الكبير"، مؤكداً أنها كانت وما تزال "صراعاً بين الحق الضعيف والباطل المسلح بكل أدوات القتل والتدمير".
وأشار إلى أن النظام السابق قتل نحو مليون إنسان، وهجّر أكثر من 14 مليوناً، ودمر ما يقارب مليوني منزل، إضافة إلى ارتكابه أكثر من 200 هجوم موثق بالأسلحة الكيماوية، معتبراً أن تلك الحقبة "مزّقت البلاد ونشرت الفتنة والمخدرات والخراب".
وفي المقابل، شدد الرئيس الشرع على أن الشعب السوري واجه تلك الحقبة بوعي وصمود وتنظيم، حتى أسقط منظومة استبداد عمرها ستة عقود، مؤكداً أن "المعركة لم تتسبب بقتل مدني أو تهجير إنسان، بل انتصرت للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسراً، ولأمهات الشهداء والمفقودين".
وأوضح أن مرحلة ما بعد الانتصار مهدت الطريق لعودة اللاجئين والقضاء على تجارة المخدرات التي كانت تنشط زمن النظام السابق، مشدداً على أن السوريين اليوم أكثر وعياً من الوقوع في فخ الاقتتال الداخلي.
كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة pic.twitter.com/srhskNMFC4
— ZAMANALWSL - زمان الوصل (@zamanalwsl) September 24, 2025
وفي سياق آخر، تعهّد الرئيس بتقديم المتورطين في جرائم قتل الأبرياء إلى العدالة، متهماً "إسرائيل" بارتكاب انتهاكات متكررة تهدد استقرار المنطقة منذ ديسمبر الماضي.
كما عرض الشرع ملامح السياسة السورية بعد سقوط النظام السابق، والتي تقوم على "الاستقرار الأمني، التنمية الاقتصادية، والدبلوماسية المتوازنة"، مشيراً إلى إطلاق حوار وطني شامل، تشكيل حكومة كفاءات، تأسيس هيئات للعدالة الانتقالية والمفقودين، وإعادة هيكلة المؤسسات تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة.
وأكد أن سوريا دخلت مرحلة إعادة البناء عبر تحديث القوانين، وإعادة مؤسسات الدولة إلى عملها، والانفتاح على الاستثمارات الإقليمية والدولية، قائلاً: "ها هي سوريا اليوم تعود إلى موقعها الذي تستحق بين أمم العالم".
ووجّه الرئيس شكره للدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لدعمها الشعب السوري في محنته.
واختتم الشرع خطابه بتجديد دعم سوريا لقطاع غزة، قائلاً: "نقف مع أهل غزة وأطفالها ونسائها"، مؤكداً أن الحكاية السورية لم تنتهِ بعد، بل تبدأ اليوم فصلاً جديداً عنوانه "السلام والازدهار والتنمية".
زمان الوصل

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية