أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

داخل المقابر الصامتة: المعتقل شادي مراد يكشف التعذيب والإعدامات في صيدنايا

سجن صيدنايا - الأناضول

كشف المعتقل السابق شادي سليمان مراد عن تفاصيل وحشية التعذيب التي تعرّض لها خلال اعتقاله في سجن صيدنايا. 

وأشار إلى أن المحقق المقدم ماجد سعد الله الملحم أشرف بشكل مباشر على التحقيق معه ومع عدد كبير من المعتقلين في فرع 248، موضحًا أنه تعرف على اسمه من قائمة ضباط الأمن العسكري التي نشرتها "زمان الوصل"، حيث ذكر أنه يتبع لنفس الفرع الذي عذب به.

مراد، المعتقل منذ أيلول/سبتمبر 2011 بتهمة "إثارة العصيان المسلح ضد السلطات الرسمية في اللاذقية"، قال إن التعذيب تسبب له بإصابة في الكتف الأيسر وتلف أربطة، إضافة إلى تجريده من الحقوق المدنية والعسكرية في سوريا. وأوضح أن المحاكمة تمت أمام القاضيين محمد كنجو وخرفان خرفان، وخضع للتحقيق في فروع 248 و285 و293. ثم حول صيدنايا ثم سجن عدرا عام 2015، وأفرج عنه لاحقا.

وأضاف مراد أن عددًا من المعتقلين أعدموا في صيدنايا، من بينهم حسن هرموش وأحمد هرموش من جبل الزاوية، وهلال غازي هنداوي ومرعي هنداوي ومحمد رحوم العواد وسفيان حنيفة من دير الزور. 

وأكد أن عمليات الإعدام كانت غالبًا في أيام الاثنين والخميس، مشيرًا إلى قتل عدد من القاصرين، بينهم شاب من حي القدم اسمه "تاج"، لم يُعرف اسمه الكامل، واستشهاد شاب آخر اسمه طارق شمعا في المهجع القريب منه.



من داخل صيدنايا
وأكمل "كنا نرفع أيدينا بالدعاء إلى رب العالمين ونقول: يا الله خُذ أمانتك وريحنا من بطش المجرمين. كان استشهاد أخٍ من إخوتنا يُستقبل بالحمد، فنقول: الحمد لله… الله ريّحو من التعذيب. وحتى عندما يُقال لأحدنا 'إعدام' كان يفرح لأنه أخيرًا سينجو من جحيم لا يُحتمل".

وأشار مراد إلى تفاصيل الممارسات الوحشية قبل تنفيذ الأحكام: "كان يُجرّد المعتقل من ملابسه الصالحة ليلبسها إخوانه الأحياء، بينما يُعطى ثيابًا مهترئة ليُقاد بها إلى الموت. بقيت في المنفردات لمدة سنة ونصف معاقبًا، عشنا رعب القتل والتعذيب بكل تفاصيله، وسمعنا أصوات الإعدام واضحة".

وأضاف: "أيام الاثنين والخميس كنا نترقب منتصف الليل، وأول ما نسمع صوت الحديد نعرف أن منصات الشنق تُركب. ثم يعلو هدير مروحية تهبط ليلًا، ونسمع أصوات الصراخ، وقبل الفجر بقليل نسمع آليات تحفر بعيدًا، وحركة برّادات الموت لا تتوقف. في المهاجع الجماعية كانوا يشغّلون مضخات الهواء حتى لا يسمع المعتقلون أصوات إخوتهم وهم يُعدمون، لكن تحت، في المنفردات… كنا شهودًا على كل شيء".

واختتم مراد شهادته بالقول: "هذا ليس مجرد سجن… هذا مقبرة صامتة، كل مكان نوم فيه معتقل هو قبر."

زمان الوصل
(241)    هل أعجبتك المقالة (55)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي