أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فلتمان : لن نتنازل عن مصالحنا في العراق أو لبنان كي تعجب بنا دمشق اكثر

عكرت توترات بشأن التحقيق الذي تدعمه الامم المتحدة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري التقارب المبدئي بين الولايات المتحدة وسوريا.

وتبادل البلدان عبارات قاسية خلال الاسبوعين السابقين حيث اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الولايات المتحدة بنشر الفوضى في العالم واتهم مسؤولون اميركيون سوريا بمحاولة تقويض الاستقرار في لبنان.

وتبرز حرب الكلمات مدى ضعف التقدم الذي احرزته سياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما للتواصل مع دمشق.

ومن المستبعد ان تخرج الكلمات القاسية العلاقات عن مسارها كليا نظرا لاحتياج كل بلد للاخر من اجل تحقيق اهدافه الاستراتيجية.

وتشعر كل من سوريا -التي تريد من الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل لانهاء احتلالها لمرتفعات الجولان منذ ما يزيد عن اربعة عقود- والولايات المتحدة -التي تريد من دمشق تقليص علاقاتها بايران وجماعات اسلامية- بان الطرف الاخر لم يقدم نتائج ملموسة.

وقال دبلوماسي غربي في دمشق عن جهود اوباما للتواصل مع سوريا منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني من العام الماضي "يتردد الجانبان في اتخاذ القرار. خيبت ادارة اوباما امال سوريا."

وعينت الولايات المتحدة روبرت فورد سفيرا جديدا لدى دمشق في فبراير شباط بعد خمسة اعوام من سحبها سفيرها في اعقاب اغتيال الحريري وهو الحادث الذي حمل اعداء سوريا في لبنان دمشق مسؤوليته. ونفت سوريا تورطها في الحادث.

ولكن الكونغرس لم يقر بعد تعيين فورد كما لم تظهر اي دلائل على سعي سوريا لتحقيق امال الولايات المتحدة بتقليص دعمها لحزب الله الشيعي في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) او ان تنأي بنفسها عن ايران.

وقال بيتر هارلينج من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "تبقي سوريا والولايات المتحدة عملية التواصل في غرفة الانعاش. هذا كل ما حدث في العام الماضي."

وعبر السناتور الاميركي جون كيري في بيروت يوم الاثنين عن اسفه لان "السياسة الحزبية" في الولايات المتحدة تحول دون تولي فورد منصبه لكنه ذكر ان احراز تقدم في هذا الصدد يتوقف أيضا على سلوك سوريا.

وقال "لذا نتطلع لقيام سوريا بدور بناء في الايام المقبلة فيما يحدث هنا في لبنان."

وفي حديث لصحيفة الحياة التي تصدر في لندن قال الرئيس السوري الشهر الماضي "لا يوجد مكان دخلوا اليه الا وخلقوا فوضى" مشيرا للتدخل الاميركي في افغانستان والصومال ولبنان.

وقال دبلوماسي غربي في دمشق ان التعليقات القاسية ادهشت مسؤولين اميركيين بعد ما وصفه باستقبال سوريا الايجابي للمبعوث الاميركي في الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي حاول احياء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وبعد يومين من تصريحات الاسد اتهمت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوريا "باستهانة سافرة بسيادة لبنان وسلامة اراضيه ووحدته واستقلاله السياسي."

ويقول دبلوماسيون غربيون ان الهجوم يعكس تنامي القلق الاميركي من تكثيف سوريا - التي لا زالت تتمتع بنفوذ في لبنان بعد خمسة اعوام من سحب قواتها من هناك - لجهودها لعرقلة التحقيق في مقتل الحريري.

وفي الشهر الماضي اصدر قاض سوري اوامر اعتقال بحق 33 شخصا من بينهم عدد من انصار سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني نجل رفيق الحريري بدعوى الادلاء بشهادات زور في التحقيق.

وانتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم المحكمة الدولية وشبه رئيس الوزراء ناجي العطري تحالف 14 اذار في لبنان بانه بيت من الورق.

وقال الدبلوماسي الغربي "تخطت سوريا خطوطا حمراء اميركية حين اصدرت اوامر الاعتقال وفي اسلوب حديثها عن المحكمة."

كما يحاول حزب الله الذي تدعمه سوريا وايران عرقلة عمل المحكمة وطالب اللبنانيين بوقف التعامل معها بعد ان اتضح ان اعضاء من الحزب قد توجه اليهم اتهامات بالتورط في حادث اغتيال الحريري عام 2005 .

وتقول الولايات المتحدة ان سوريا تواصل امداد حزب الله بالاسلحة.

وفي ابريل نيسان قال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس ان سوريا وايران يمدان حزب الله بعتاد عسكري "له قدرات اعلى". وتقول سوريا انها تدعم حزب الله سياسيا فقط.

وهناك سبب اخر للخلاف هو دعوة الولايات المتحدة سوريا للسماح لمفتشين من الامم المتحدة بالتحقيق فيما تصفه واشنطن بمفاعل نووي سوري سري شيد لانتاج وقود لقنبلة نووية وذلك قبل ان يدمره قصف اسرائيلي عام 2007 .

ونفت سوريا ان لديها اي نية لانتاج اسلحة نووية ولكنها منعت محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة الموقع مرة أخرى بعد رحلة قصيرة اليه عام 2008 تم العثور خلالها على اثار لليورانيوم مما اثار قلقا.

وقال الصحفي السوري ثابت سالم ان سوريا تعتقد ان الولايات المتحدة تسعى لاستغلال التحقيق في اغتيال الحريري للضغط على دمشق رغم جهود اوباما لتحسين العلاقات.

وقال ان الاميركيين يعلمون ان السوريين ليس لهم علاقة باغتيال الحريري ورغم ذلك يضغطون على حزب الله لان هذا يوحي بان لسوريا علاقة بالقضية.

وتابع ان سوريا تدرك ان الولايات المتحدة قوة كبرى ولا تحبذ الدخول في صراع معها ولكنها لن تقبل تلك السياسة ايضا.

وصرح جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى لصحيفة واشنطن بوست الاسبوع الماضي بأن البلدين اتخذا "خطوات متواضعة" لتحسين العلاقات مضيفا انهما لن يتقدما كثيرا طالما يقوض اصدقاء سوريا استقرار لبنان.

وتابع ان سعي الولايات المتحدة لابرام اتفاق سلام عربي اسرائيلي تكون سوريا عنصرا هاما فيه "لايعني اننا سنبدأ في التنازل عن مصالحنا في العراق أو لبنان كي تعجب بنا دمشق اكثر."

وكالات - زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي