هولندا تواجه اختبارًا صعبًا: وقف دعم لمّ الشمل يهدد بتفكك الأسر

أصدرت وزارة اللجوء والهجرة الهولندية توجيهاً يقضي بإنهاء الدعم الرسمي من قبل منظمة VluchtelingenWerk لعمليات لمّ شمل الأسر في مراكز استقبال اللاجئين، على أن تتولى دائرة الهجرة والتجنيس (IND) هذه المهام ابتداءً من الأول من ديسمبر.

القرار أثار تحذيرات من محامين وخبراء هجرة ومسؤولي استقبال حول احتمال نشوء فوضى وضغوط إدارية كبيرة، وقد وُصِف القرار من قِبَل بعض المصادر بأنه "كارثة حقيقية".

وبناءً على توجيهات الوزارة، سيتوقف فريق متطوعي ومختصي VluchtelingenWerk عن تقديم الدعم العملي للاجئين في مراكز الاستقبال ابتداءً من 1 ديسمبر.

وتجري مشاورات حالية بين VluchtelingenWerk وIND والوزارة؛ لكن المؤشرات تشير إلى أن دائرة الهجرة والتجنيس ستتولّى جزءًا محدودًا فقط من الدعم الذي يقدمه المتطوعون، ولن تتمكن في الغالب من توفير المرافقة والمساندة المكثفة نفسها.

وقال موقع منظمة VluchtelingenWerk أكثر من ألف متطوع فيها يرشدون اللاجئين خطوة بخطوة خلال إجراءات لمّ الشمل المعقّدة: يترجمون، يعينون على ملء الاستمارات، يُجْرُون مكالمات مع جهات رسمية، يرافقون المستفيدين، ويشرحون الإجراءات بلغة بسيطة.

وانقطاع هذا الدعم العملي يعني أن اللاجئين سيواجهون صعوبة أكبر في التنقل بين متاهة القواعد والوثائق، مما قد يؤدي إلى: تأخّر أو تعثّر تقديم الطلبات؛ وزيادات في حالات الرفض لأسباب إجرائية أو نقص في الوثائق؛ وضغوط واضطرابات محتملة داخل مراكز الاستقبال.

وتُعدّ إجراءات لمّ الشمل معقّدة من الناحية الإجرائية: الاستمارات مملوءة بمصطلحات قانونية، وغالباً ما تتطلب أدلة ووثائق قد تكون مفقودة أو صعبة التحصيل. يحذّر محامون وخبراء من أن الحدّ من الدعم سيُعرِّض حقوق الأطفال وحق الأسرة في الوحدة لخطر الانتهاك من جراء فشل الطلبات أو تأخرها.

ومع اقتراب موعد تنفيذ التغيير، تبقى نتائج القرار مرتبطة بمدى قدرة IND على ملء الفراغ الذي سيتركه وقف دعم VluchtelingenWerk.

المحامون وخبراء الهجرة يحذّرون من أن الدعم المحدود قد يؤدي إلى رفض طلبات بشكل غير ضروري وإلى توترات في مراكز الاستقبال، وهو ما يستدعي مراقبة وارتداءً سريعين من الجهات المعنية لحماية حقوق العائلات والأطفال.

وكان عدد الأشخاص الذين مُنحوا حق الدخول لهولندا في إطار لمّ شمل الأسرة مع حامل حماية من سوريا في عام 2024 حوالي 8712 شخصًا.

وتشير الإحصائيات إلى أنه يوجد اليوم 42630 طلب لمّ شمل أسري معلق تقدّم بها مستفيدون من حماية دولية، من بينها 30350طلبًا تجاوزت فترة القرار القصوى (6 أشهر).

ولا توجد حتى الآن إحصائية موثوقة حديثة تُبيّن عدد اللاجئين السوريين الإجمالي في هولندا بمن فيهم من لم يُلمّ شملهم، لكن هناك بعض تقديرات ومعلومات جزئية تشير إلى هناك حوالي 28226 لاجئًا سوريًا مقيمين حاليًا في مرافق الاستقبال التابعة COA، وفي عام 2024، قدّم 11655 سوريًا طلب لجوء أولي في هولندا.

وأبان تقرير لـ UNHCR أن هولندا تستضيف عددًا من اللاجئين من مختلف الدول، من بينهم السوريون، ضمن ما يقارب 260000 لاجئًا بمختلف الجنسيات في نهاية 2024.