أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اكتشاف مقبرة جماعية في العتيبة يعيد شبح المجزرة.. والقاتل "علاء البوسنة" لقي مصيره بعد عامين

أعاد اكتشاف مقبرة جماعية في بلدة العتيبة بريف دمشق اليوم الخميس،  فتح جرح قديم ارتبط باسم البلدة منذ أكثر من عقد، عندما شهدت المنطقة واحدة من أبشع المجازر بحق المدنيين الفارين من الغوطة الشرقية.

في شباط/فبراير 2013 وقع كمين محكم استهدف رتلاً يضم نحو 175 شخصاً بينهم نساء وأطفال ومنشقون جرحى. خرجوا من دوما عبر الصحراء بحثاً عن طريق نجاة، لكنهم اصطدموا بعبوات وألغام فجّرها عناصر من ميليشيا حزب الله، قبل أن تطلق قوات النظام النار بكثافة على من تبقى منهم. 

الجرحى جرى إعدامهم ميدانياً
صور بثها إعلام النظام آنذاك حاولت إظهار الضحايا كعناصر مسلحين، لكن المشاهد بدت مصطنعة: جثث مصطفة على مسافات متساوية، دمية أطفال سليمة بين القتلى، وراية سوداء بلا خدوش ألقيت فوق جسد ملفوف بعناية.

شهادات الناجين، وبينهم مدني من دوما يدعى عمار سبسبي، أكدت أن الرتل كان مدنياً بالدرجة الأولى. روايته وثقت لحظة الانفجارات المتتالية، وإطلاق النار من الرشاشات الثقيلة، والعودة المضنية عبر الصحراء بحثاً عن مخرج.

ناشطون من الغوطة وصفوا العتيبة يومها بـ"الثقب الأسود" الذي ابتلع حياة المئات. مجموعتان نجحتا في عبور الطريق قبل الكمين، لكن الثالثة كانت الأخيرة. بعدها أُغلق الممر بشكل كامل، وتحولت البلدة إلى رمز للخوف والموت.

وفي 26 شباط/فبراير 2016، قُتل المتورط الأول في المجزرة، القيادي البارز في ميليشيا حزب الله "علي أحمد فياض" الملقب بـ"علاء البوسنة". الأخير كان هو من ضغط زر التفجير في الكمين بعد أن أطلق نداءه الطائفي "يا أبا عبدالله".






مواقع قريبة من حزب الله نعت "علاء" يومها بعد سقوطه في معارك خناصر بريف حلب، لتكشف أنه هو ذاته المرتزق الذي ظهر صوته في تسجيل يوثق لحظة التفجير.

"علاء" قاتل سابقاً تحت راية الحرس الثوري الإيراني في البوسنة خلال تسعينات القرن الماضي، قبل أن يعود إلى سوريا لينقل خبراته في حرب العصابات إلى خدمة نظام الأسد. شارك في معارك ريف دمشق، جنوب دمشق، ريف اللاذقية وحماة، ونفذ مع ميليشياته جرائم قتل وتهجير بحق المدنيين، حتى انتهى به الأمر قتيلاً غارقاً في الدم السوري.

اليوم، ومع ظهور المقبرة الجماعية، تتجدد الأسئلة حول عدد الضحايا الحقيقي ومصير من غابوا في تلك الليلة. لكن المؤكد أن المسؤولية ثابتة على النظام وميليشيا حزب الله، وأن اسم العتيبة سيظل شاهداً على واحدة من أبشع الجرائم في ريف دمشق.

زمان الوصل
(19)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي