أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زياد ومصطفى كشكة: حكاية غياب من قلب داريا

زياد ومصطفى

في مدينة داريا السورية، التي كانت رمزًا للسلمية والمقاومة، تُروى حكاية شقيقين جمعتهما قضية، وفرّقهما غياب قسري. 

زياد ومصطفى محمد غسان كشكة، شابان آمنّا بأن الكلمة أقوى من السلاح، وكرّسا حياتهما لخدمة مجتمعهما قبل أن يختفيا في سجون لا يُعرف لها باب أو عنوان.

زياد: الإنسان الذي لم يحمل سلاحًا
كان زياد شابًا لم يبلغ الثلاثين، يحمل في قلبه حبًا عميقًا لمدينته وأهلها. لم يكن له أي انتماء سياسي، بل كان انتماؤه الوحيد للناس. 

آمن بأن الثورة ليست فقط بالمظاهرات، بل بالعمل الإنساني. شارك في تنظيم حملات إغاثية، وقدّم المأوى والغذاء لمن لجأ إلى داريا، محولًا إيمانه إلى فعل ملموس.

 في 21 أغسطس 2014، وبينما كان في طريقه إلى مكان نزوح أهله، تم اعتقاله على أحد الحواجز الأمنية. منذ ذلك الحين، انقطع أثره، ولم تتلقَ عائلته أي معلومات رسمية عن مصيره، لكنهم لم يستسلموا للنسيان، بل وثّقوا قصته وشاركوها مع المنظمات الحقوقية وكل من يملك ضميرًا.

مصطفى: الصوت الذي لا يزال يُسمع
أما مصطفى، شقيق زياد، فقد اختفى هو الآخر في 22 مايو 2014، قبل شهور من اختفاء أخيه. كان مصطفى أيضًا منخرطًا في الحراك السلمي، ومؤمنًا بأن الحق لا يُقمع بالجدران. 

اختفى مصطفى في السجون، تاركًا خلفه عائلة تنتظر أي خبر يحيي الأمل. بالنسبة لعائلته، لم يكن مصطفى مجرد رقم، بل كان إنسانًا، وضياءً، وصوتًا يتردد صداه في ضمير كل من عرفه وسمع عنه.

قصة عائلة وصمود وطن
إن قصة الأخوين كشكة ليست استثناءً، بل هي جزء من مأساة وطنية أوسع يعيشها الآلاف من المعتقلين والمفقودين في سوريا. عائلتهما ترفض الصمت، وتكتب عنهما اليوم لا لترثيهما، بل لتُبقي صوتهما حيًا في وجه النسيان. إنها رسالة للعالم بأن الظلم لا يمحو بالصمت، وأن الذاكرة أقوى من الجدران.

زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي