أحمد الأقرع.. شاب سوري من موظف في الرقة إلى مستشار لشؤون اللاجئين في ألمانيا

وصل الشاب السوري "أحمد الأقرع" إلى ألمانيا عام 2015 بعد أن اضطر إلى مغادرة مدينته الرقة في سوريا إثر تهديد مباشر لحياته كموظف في البلدية.

ولم يكن أمامه متسع من الوقت، فخلال ساعة واحدة جمع مع زوجته وطفلهما الرضيع بعض الأغراض الأساسية وفرّوا عبر تركيا إلى ألمانيا. ويؤكد الأقرع في تقرير لموقع soester الألماني أن الدافع لم يكن البحث عن رفاهية أو حياة أفضل، بل مجرد الرغبة في النجاة والعيش في أمان.

استقر الأقرع بدايةً في بلدة صغيرة ضمن مقاطعة ليبي، حيث واجه تحديات صعبة أبرزها غياب الدعم الرسمي وصعوبة الحصول على دورات لغة بسبب وضعه القانوني. ورغم ذلك، استثمر مبالغ مالية خاصة لتعلم الألمانية، وساعدته الكنيسة المحلية من خلال إتاحة قاعة الرعية كمكان للدراسة. ويصف الأقرع هذه المساعدة بأنها كانت نقطة تحول محورية في مسيرته.

بفضل إصراره، وصل إلى مستوى متقدم في اللغة (C1) والتحق بجامعة بادربورن لدراسة العمل الاجتماعي، رغم كونه في الثالثة والثلاثين من عمره ودون أن يحصل على أي قروض أو إعانات. ولتمويل دراسته، كان يعمل عامل نظافة في الصباح الباكر قبل التوجه إلى محاضراته الجامعية.

وبعد تخرجه، بدأ العمل في الخدمات الاجتماعية بمدينة زوست، حيث استقر مع أسرته المكونة اليوم من ثلاثة أطفال.

يعمل الأقرع حاليًا في مؤسسة "دياكوني" مستشارًا لشؤون اللاجئين، حيث يقدّم الدعم في قضايا الإقامة والإجراءات القانونية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل لتعريف اللاجئين بالحياة في ألمانيا. ويشير إلى أن كثيرًا من القادمين الجدد يفتقرون إلى المعرفة بالنظام القانوني والحقوق الأساسية، مما يجعل عمله مسؤولية أخلاقية أكثر من كونه مجرد وظيفة.

ويرى الأقرع أن تجربة اندماجه نجحت بفضل جهوده من جهة، وبفضل التعاون والدعم المجتمعي من جهة أخرى. ويؤكد أن "الوطن" بالنسبة له هو المكان الذي يوفر له الأمان ولأطفاله فرصًا جيدة للمستقبل. كما يوجّه رسالة بأن اللاجئين ليسوا مجرد "غرباء"، بل يمكن أن يصبحوا شركاء فاعلين في المجتمع متى توفرت لهم الفرص، مشددًا على أن الاندماج عملية مشتركة بين اللاجئين والمجتمع المضيف.