
يكشف هذا التقرير، استنادًا إلى وثائق رسمية الكترونية، حصلت عليها "زمان الوصل" ومصادر أخرى، عن أبرز رؤساء أفرع شعبة المخابرات العسكرية السورية المتورطين في جرائم وانتهاكات واسعة النطاق. وتُعتبر هذه الشعبة من أكثر أجهزة النظام البائد دموية، إذ ارتبط اسمها منذ عقود بالاعتقال التعسفي، التعذيب، والقتل خارج القانون.
منهجية البحث
اعتمد التقرير على مرحلتين أساسيتين:
- استخراج البيانات الأولية: تحديد أسماء رؤساء الأفرع استنادًا إلى الوثائق المسربة.
- التحقق والبحث: مراجعة المصادر المفتوحة، بما في ذلك العقوبات الدولية وتقارير حقوقية، لتثبيت الاتهامات أو القرائن حول تورطهم في الجرائم.
أبرز المتورطين في الجرائم والانتهاكات
- العميد الركن تيسير محمد خير بك، رئيس الفرع 283
يعد من أبرز الأسماء المرتبطة بـ"فرع الموت"، حيث وُجهت إليه اتهامات بقتل وتعذيب مئات المعتقلين. تُظهر الشهادات ضلوعه المباشر في عمليات إعدام وتعذيب ممنهج، ما يجعله شخصية مركزية في سجل الجرائم الأمنية.
- العميد الركن لؤي علي علي، رئيس الفرع 265
وُصف بـ"مهندس الإجرام في الجنوب السوري". قاد عمليات قمع واسعة منذ عام 2011، متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو مدرج على لوائح العقوبات الأوروبية والأمريكية.
- اللواء مالك علي حبيب، رئيس الفرع 221
ارتبط اسمه باقتحام مدن الغوطة الشرقية مثل دوما وحرستا، وأوامره المباشرة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين. فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه لدوره في القمع الوحشي والاعتقالات التعسفية.
- العميد الركن آصف حبيب الدكر، رئيس الفرع 293
أدار الفرع 293، المختص بمراقبة الضباط وإعداد ملفاتهم. اسمه مدرج على قوائم العقوبات الأمريكية، ودوره يظهر في صلب بنية المراقبة الأمنية التي دعمت ارتكاب الجرائم والانتهاكات.
- العميد حسام أحمد سكر، مكلف بتسيير أمور الفرع 294
سير الفرع (294)، وكان من أعمدة النظام لقمع الاحتجاجات في دمشق وريفها. تورط أيضًا في قضية تجسس لصالح دولة أجنبية، ما يضاعف سجله من الانتهاكات والأنشطة غير المشروعة.
- العميد مفيد صالح خضور، رئيس الفرع 291
شغل رئاسة الفرع 291، وهو القلب الإداري لشعبة المخابرات، حيث تحفظ ملفات جميع المنتسبين. تدرج حتى أصبح نائبًا لرئيس الشعبة. موقعه الحساس يمنحه دورًا محوريًا في منظومة القمع.
- العميد الركن راتب علي غانم رئيس الفرع 222
ماذا بعد؟
تظهر المعطيات أن شعبة المخابرات العسكرية لم تكن مجرد جهاز أمني، بل مؤسسة ممنهجة لإدارة الرعب في سوريا. رؤساء الأفرع المذكورون يشكلون عينة من منظومة أوسع، مارست القمع والقتل والتعذيب بشكل مؤسسي. وإذ يسلط التقرير الضوء على بعض الأسماء البارزة، يبقى ملف المحاسبة مفتوحًا، مع الحاجة إلى جهود قانونية دولية جادة لملاحقة المتورطين وضمان العدالة للضحايا.
أين هؤلاء الآن؟



الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية