أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

متسلقون أم أدوات: عند الأحرار القول الفصل

من دمشق - الأناضول

إن النظر إلى الأمس القريب، منذ وصول الثوار إلى دمشق، يضع أمام أعيننا كشعب سوري عدة تساؤلات مشروعة عن دور من يدعي أن له تأثيرًا على الشعب السوري ورأيه العام. وذلك على ضوء الترتيب الزمني للأحداث منذ 20 كانون الثاني 2024.

ففي هذا التاريخ، أطلت علينا ممثلة مع عدة أشخاص في ساحة الأمويين للمطالبة بالعلمانية والدولة المدنية، وتجاهلت دون خجل أحزان وجروح الضحايا والمفقودين وأهاليهم. وهنا أصف الحالة ولا أهاجم، وأعتقد جازماً أنهم لا يعرفون الفرق بين الدولة العلمانية (التي هي موقف من علاقة الدين بالدولة) والدولة المدنية (التي هي موقف من شكل نظام الحكم)، لأن هذه المظاهرة كانت تنادي بدولة علمانية مدنية في آن واحد، وكأن الثورة لم تقم ضد نظام طائفي عسكري ديكتاتوري. وهنا لا شيء يثير الاستغراب، فأحد المشاركين في تلك المظاهرة - على غرار الأغلبية منهم - كل إنجازاته العلمية والفكرية تتجلى في مقطع فيديو على اليوتيوب صُوِّر في ظل النظام البائد، وهو يأكل الشاورما نكاية باللاجئين السوريين خارج سوريا.

ثم تكرر المشهد الهزلي للمؤثرين الممثلين عدة مرات، من أشهرها عندما زار بعضهم في 9 حزيران 2024 مخيمات العز والكرامة في إدلب. وبعد أداء مسرحيتهم بحبهم لأهلنا في المخيمات، بدؤوا بتعقيم أيديهم خوفاً من أن تنتقل إليهم عدوى الكرامة والنخوة. ثم انتقلنا إلى تلميع وترصيع بعض "التيك توكرز" والزج بهم في المناسبات الرسمية الرفيعة، وكان آخرها افتتاح معرض دمشق الدولي.

فالسؤال المطروح: هل هناك من يسعى إلى إنشاء رموز وقدوات جديدة للشعب السوري بدلاً من الثوار الحقيقيين، أم أن هؤلاء المؤثرين يستخدمون حصاد سنوات الصبر ودماء السوريين لمزيد من الشهرة؟

وبغض النظر عن أي جواب لهذا السؤال، فإن ألم ومعاناة الأحرار من السوريين على مدى أكثر من 55 عاماً قد تركت لديهم الوعي الكافي لمعرفة واتباع الطريق الصحيح لبناء دولة الحرية، والابتعاد عن سحرة فرعون وسرابهم.

الدكتور عمر اليوسف - زمان الوصل
(44)    هل أعجبتك المقالة (51)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي