أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شرارة ما قبل اللهيب: من هم السوريون الذين مهدوا للثورة قبل انطلاقتها الرسمية؟

أرشيف

قبل أن تُعرف الثورة السورية بتاريخ 15 - 18 مارس/آذار 2011، كانت هناك جذوة من الغضب والرفض تتشكل في الخفاء، يقودها نشطاء ومواطنون عاديون قرروا كسر جدار الصمت.

تكشف وثيقة حصلت على صورتها "زمان الوصل"، وهي مذكرة استخباراتية مؤرخة في 9 مارس 2011، أي قبل أيام من اندلاع الاحتجاجات الكبرى، عن أسماء مجموعة من الأفراد الذين كانوا تحت المراقبة الأمنية المشددة بسبب أنشطتهم "المناهضة للسلطة".

الوثيقة، التي تحمل عنوان "مذكرة بإطلاع سيادة الفريق رئيس الجمهورية - موجهة إلى بشار الأسد- من المخابرات العامة"، تقدم قائمة بأسماء أشخاص من دمشق وريفها ودرعا وحمص، وتصف أنشطتهم التي اعتبرتها الأجهزة الأمنية تحريضية. هؤلاء الأفراد، بحسب المذكرة، لم يكونوا شخصيات سياسية بارزة بالضرورة، بل كانوا مواطنين عاديين، طلاباً، ومحامين، وعمالاً، جمعهم رفضهم للقمع والفساد.



رواد الاحتجاج الصامت
تذكر المذكرة أسماء 
1- المحامي محمد إبراهيم عيسى.
2- عمار أحمد الدرع.
3- حمزة محمد عبدالرحمن.
4- محمد عبدالله نجيب.
5- نادر عيد الدرويش.
6- رامي محمد جبر.
7- نضال عبدالخالق السويداني.
8- محمد باسم دهمان.

وتشير الوثيقة إلى أنشطة محددة قام بها هؤلاء الأفراد، مثل كتابة عبارات مناهضة للنظام البائد على الجدران، وتوزيع منشورات، والتخطيط لتظاهرات عبر الإنترنت. 



سياق أوسع من القمع
تتوافق هذه التفاصيل مع ما هو معروف عن المناخ السياسي في سوريا قبل عام 2011. فقد شهدت البلاد بالفعل حوادث متفرقة كانت بمثابة إرهاصات للثورة. ففي 17 فبراير/شباط 2011، أدت إهانة شرطي لمواطن في حي الحريقة بدمشق إلى تجمع عفوي وهتافات مثل "الشعب السوري ما بينذل". وفي أواخر فبراير/شباط، أدى اعتقال وتعذيب أطفال في درعا لكتابتهم شعارات على الجدران إلى غضب شعبي واسع مهد للاحتجاجات الكبرى.

كانت السلطات السورية تقوم باعتقالات واسعة لنشطاء سياسيين وحقوقيين حتى قبل بدء الثورة، واصفة إياهم بـ "الإرهابيين". وتؤكد الوثيقة المسربة هذا النهج، حيث تظهر أن الأجهزة الأمنية كانت ترصد وتوثق أنشطة المعارضين بدقة، وتستعد لقمع أي تحرك محتمل.

الشرارة التي أشعلت الحريق
بينما تُعرف حادثة أطفال درعا بأنها الشرارة المباشرة للثورة، تُظهر هذه الوثيقة أن النار كانت تتأجج تحت الرماد قبل ذلك بوقت طويل. إن الأسماء المذكورة في المذكرة، وغيرهم الكثير ممن لم توثق أسماؤهم، هم الأبطال المجهولون الذين مهدوا الطريق بأفعالهم الشجاعة، سواء كانت كتابة على جدار، أو منشوراً على فيسبوك، أو كلمة حق في وجه القمع. لقد كانوا يعلمون أنهم يخاطرون بحريتهم وحياتهم، لكنهم اختاروا ألا يبقوا صامتين.

إن قصة هؤلاء الأفراد هي تذكير بأن الثورات الكبرى لا تبدأ فجأة، بل هي تتويج لتضحيات صغيرة وشجاعة متراكمة من أفراد عاديين يقررون أن الوقت قد حان للتغيير.

رئيس التحرير - زمان الوصل
(144)    هل أعجبتك المقالة (33)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي