أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انقلاب 8 آذار: من الشعارات إلى المصادرة والتغيير الديمغرافي

تغيير ملكية مصادرة

في العقود الماضية، شهدت المنطقةُ سلسلةً من الانقلابات والقرارات التي غيّرت حياة الناس بشكل جذري. من أبرزها انقلابُ الثامن من آذار (حزب البعث) 1963، الذي رُوِّج له بشعارات مثل "الأرضُ لمن يزرعها" و "المعملُ لمن يعمل به"، لكنه سرعان ما تحوّل إلى أداة لمصادرة الأملاك وتغيير البنية الاجتماعية والديموغرافية بالقوة.

تحت غطاء قوانين ومراسيم صادرة عن "مجلس قيادة الثورة"، مثل المرسوم الوارد في الجريدة الرسمية الذي يفرض عقوبات قاسية تصل إلى الإعدام أو المصادرة، تم استهداف فئات واسعة من المجتمع: مُلّاكُ الأراضي، وأصحاب المعامل، وحتى شخصيات وطنية واجتماعية بارزة.

هذه القرارات لم تكن مجرد نصوص قانونية، بل كانت تُنفَّذ على الأرض بطرق عنيفة:
- مصادرة المعامل: مثل معمل إسمنت دُمَّر، الذي كان مصدر رزق لعشرات الآلاف من الأسر، وأُغلق منذ الستينيات.
- الاستيلاء على العقارات بالقوة: كما حدث مع "الطاحونة" في ساحة الأمويين، حيث أُعدم مالكها لرفضه التخلي عنها.
- التغيير الديموغرافي: في مناطق مثل كفرسوسة والمزة وداريا والمعضمية، عبر بناء مساكن عشوائية لعناصر الأمن والمخابرات على أراضٍ مصادرة، أو إقامة مشاريع سكنية على نمط المستوطنات.
- التهجير القسري والاعتقال والإعدام: لكل من يعترض أو يطالب بحقه، مع منح الأجهزة الأمنية "رخصة قتل" كما كان الحال مع سرايا الدفاع بقيادة رفعت وجلاوزته. 



تصحيح المعلومات التاريخية واللغوية
حتى الرموز التاريخية والدينية لم تسلم من التوظيف السياسي، مثل إقامة مقام باسم الصحابي حذيفة بن اليمان في موقع لا يمت لمدفنه الحقيقي بصلة. كان الهدف من ذلك هو تكريس روايات تخدم مشروع التغيير السكاني لقريتين في درعا اسمهما منكَّب الحطب وعالِقين.

والنص الأصلي ذكر أن هاتين القريتين يمتلكهما الأمير سعيد الجزائري، وهو أحد الرموز الوطنية ضد المستعمر الفرنسي وأحد قادة الثورة الجزائرية.

سليمان الحسيني - زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (10)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي