
على مدار عقد كامل، كشفت تسريبات "زمان الوصل" النقاب عن آلاف الأسماء لضحايا القمع في سوريا، بين شهداء قضوا تحت التعذيب، ومعتقلين مجهولي المصير، ومطلوبين لأجهزة النظام الأمنية.
منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، تحول النظام السوري البائد إلى آلة قمع وحشية، حيث استخدمت الاعتقالات التعسفية، التعذيب، والإعدامات كوسيلة لترهيب المعارضين وكسر إرادة الشعب.
موقع "زمان الوصل" نشر سلسلة من التسريبات التي تكشف جزءًا من هذه الجرائم، ما يجعلها وثائق دامغة ضد النظام. في هذا التحليل، سنتناول أبرز ما تكشفه هذه البيانات ومدى أهميتها في سياق العدالة والمحاسبة خلال عقد من الزمن..
* وفيات في المعتقلات والمشافي العسكرية (2011-2024)
- عدد الضحايا: 13,300 معتقل، بينهم 1,108 من سجن صيدنايا.
- الدلالة: سجن صيدنايا معروف بأنه "المسلخ البشري"، حيث تتم تصفية المعارضين بطرق وحشية، بما في ذلك الشنق الجماعي. توضح هذه التسريبات أن آلاف المعتقلين لقوا حتفهم نتيجة التعذيب أو الإعدام الممنهج.
لماذا هذا مهم؟
يكشف هذا التسريب أن النظام لم يتوقف عن سياسة الإبادة الجماعية خلف القضبان، حيث يتحول المعتقلون إلى أرقام في قائمة الموت.
* شهادات وفاة لمعتقلين قتلوا في سجون الأسد
ماذا تحتوي هذه الوثائق؟
توفر شهادات وفاة رسمية لضحايا التعذيب، غالبًا دون ذكر السبب الحقيقي للوفاة، حيث يتم استخدام مصطلحات مثل "سكتة قلبية" أو "أزمة تنفسية" لإخفاء آثار الجرائم.
الدلالة:
هذه التسريبات تؤكد أن النظام كان يوثق الوفيات بطرق ملتوية، مما يعني أن هذه الوثائق يمكن استخدامها كأدلة في المحاكم الدولية ضد النظام.
* إعدامات سجن تدمر بين 1980-1985
الضحايا: غالبهم من جماعة الإخوان المسلمين، الذين تعرضوا لمحاكمات صورية انتهت بتنفيذ الإعدامات بطرق وحشية.
الدلالة:
يكشف هذا التسريب جذور الجرائم الممنهجة للنظام، التي لم تبدأ في 2011، بل تمتد لعقود. سجن تدمر كان رمزًا للرعب منذ عهد حافظ الأسد، حيث كان القتل سياسة رسمية.
* تصفية 8,000 معتقل تحت التعذيب
الضحايا: معظمهم اختفوا قسريًا، وعائلاتهم لم تحصل على أي معلومات عنهم حتى الآن.
الأهمية:
يؤكد هذا الرقم حجم المأساة التي وقعت داخل السجون السورية، حيث لم يكن التعذيب مجرد وسيلة للتحقيق، بل أداة إجرامية للقضاء على المعتقلين.
* ضحايا القصف والقنص: 10,000 شهيدة سورية
كيف قتلن؟
بعضهن تحت التعذيب، أخريات بالقصف أو القنص، ما يوضح كيف استهدف النظام النساء بشكل مباشر في سياسته القمعية.
الدلالة:
النساء لم يكنّ مستثنيات من جرائم الحرب، حيث تم استهدافهن في كل مراحل النزاع، سواء بالقتل، الاعتقال، أو حتى الاغتصاب كسلاح حرب.
* 1.5 مليون مطلوب للنظام ومعتقل وشهيد
ماذا تعني هذه القائمة؟
تشمل أسماء أشخاص مطلوبين لأجهزة الأمن، حتى لو لم يكن لهم أي نشاط سياسي. بعض الأسماء تخص شبابًا صغارًا تم تجنيدهم قسرًا أو اعتقالهم لمجرد الشبهة، وعدد كبير اعتقل وغيب في السجون تماما.
الأهمية:
هذا التسريب يكشف مدى العشوائية والوحشية التي يعتمدها النظام في تصنيف أعدائه، مما يعني أن أي شخص قد يصبح هدفًا للاعتقال.
الخلاصة
تكشف هذه التسريبات أن النظام السوري لم يتغير على مدى العقود حتى سقوطه، بل استمر في استخدام أساليب القمع والإبادة بحق الشعب السوري. هذه الوثائق تمثل أدلة دامغة يمكن استخدامها لمحاسبة أزلام النظام البائد أمام المحاكم الدولية، كما أنها توضح حجم المأساة الإنسانية التي تعرض لها السوريون.
ماذا بعد؟
يجب على المنظمات الحقوقية والمحامين العمل على توثيق هذه البيانات واستخدامها في الملفات القضائية ضد المسؤولين عن هذه الجرائم. كما يجب على الدولة السورية أولا، ثم المجتمع الدولي التحرك لمنع الإفلات من العقاب وضمان العدالة للضحايا.
كل اسم في هذه القوائم هو قصة معاناة وعائلة تنتظر العدالة... فهل ستتحقق يومًا؟
كل محركات البحث تجدونها هنا... تسريبات "زمان الوصل"
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية