أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناجٍ من سجن صيدنايا يروي فظائع "نضارة" مشفى تشرين وأفران الموت خلال جائحة كورونا

سجن صيدنايا - الأناضول

في شهادة مروّعة من قلب أحد أكثر السجون ظلمة في العالم، يكشف سامر سالم، الناجي من سجن صيدنايا العسكري، عن تفاصيل مرعبة حول سياسة ممنهجة للتخلص من السجناء المرضى والمحتضرين خلال ذروة جائحة كورونا في منتصف عام 2020. 

كان مرضى السل يُقيمون في نظارة السجن التابعة لسجن صيدنايا داخل مشفى تشرين العسكري، حيث كان يُنقل المرضى إليها، ثم تُخفى أدلة الوباء الذي قضى على العشرات داخله. 

ووفقًا لشهادة سامر سالم، فإن مشفى تشرين العسكري كان "مسلخًا مصغّرًا" تابعًا للسجن.

لكن الفظاعة الحقيقية تكمن في الطريقة التي تعاملت بها إدارة السجن مع جثث الضحايا. فكل يوم، بعد العصر، كان الحراس ينادون على مريض السل لتنفيذ مهمة شنيعة. 

يروي سامر: "بعد العصر ينادوني أدخل 5 جثث مكان ما حاطيني. وفي الصبح يقولون لي اسحبهم على السيارة.. سيارة إسعاف بتروح على نجها، مقبرة الشهداء".

كانت سيارة الإسعاف، رمز الإنقاذ، تتحول إلى أداة لنقل الموتى بشكل سري إلى مقابر جماعية أو محارق، في محاولة يائسة من النظام لإخفاء حجم الكارثة الصحية التي كانت تجتاح سجونه المكتظة. 



مشهد من الجحيم
في واقعة لا تزال تطارده، يروي سامر ذكرى يوم كان فيه داخل المشفى: "فتحوا علي البابين اللي ورا بعض، طلعوني على برّا. في الخارج سيارة إسعاف فيها شخص. 

قالولي اشحطوا، بيفكروه ميت". لكن المفاجأة المروعة كانت أن الرجل لم يكن ميتًا بعد. "طلعت بالشخص وهو عايش. قتلوه قُوم في جوى مي وخبز، قام واحد منهم دفعني على خاصرتي ووقعت على الأرض. وقال لي: فوت جوا".

"أدخلوني وأغلقوا الباب، وفي نفس اللحظة فتحوا الباب وقالولي اشحطوا. سحبته، سكروا الباب وراحوا، والمسكين السجين مقتول وثمه مليان دم". 

تحليل وتوثيق
هذه الشهادة لا تعكس حالة معزولة، بل تؤكد وتضيف تفاصيل جديدة لتقارير سابقة لمنظمات حقوقية. ففي أبريل/نيسان 2020، حذّرت "هيومن رايتس ووتش" من أن "السجون السورية قد تكون بؤرة لكورونا" بسبب الاكتظاظ الرهيب والإهمال الصحي المتعمد.

كما وثّقت "لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة" على مدى سنوات انتهاكات جسيمة في سجن صيدنايا، مشيرة إلى "إبادة ممنهجة" و"اختفاء قسري" على نطاق واسع. 

ما كشفه سامر يؤكد أن هذه الانتهاكات استمرت بل وتطورت خلال الجائحة، باستغلال الوباء كذريعة ووسيلة جديدة للتصفية.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(66)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي