
شهدت محافظة السويداء خلال السنوات الأخيرة تصاعدًا في نفوذ ميليشيات عائلة الهجري، التي تحولت من مرجعية دينية إلى تشكيلات مسلحة تعمل خارج أي إطار قانوني أو وطني جامع.
ورغم حجم الانتهاكات التي ارتكبتها هذه العصابات بحق البدو في محيط المحافظة، ظلّ حضورها الإعلامي ضعيفًا ومشوّشًا.
انتهاكات موثقة ومسكوت عنها
الانتهاكات المنسوبة إلى ميليشيات الهجري لا تقتصر على عمليات الخطف على الطرقات، بل شملت:
- الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين.
- إذلال رموز دينية واجتماعية عبر الاعتداءات المباشرة.
- ممارسات انتقامية وصلت حدّ القتل العلني والتنكيل.
هذه الوقائع، ورغم خطورتها، لم تجد صدى واسعًا في الإعلام العربي أو الدولي، بل بقيت محصورة في تقارير متفرقة أو شهادات فردية لا تملك قوة الانتشار.
أسباب الصمت الإعلامي
يمكن تفسير غياب التغطية الإعلامية المكثفة بعدة عوامل:
- التحيز في السردية الإعلامية: حيث يُقدَّم الدروز دائمًا كأقلية مضطهدة، ما يدفع إلى تلميع صورة بعض الميليشيات المحلية على حساب الحقيقة.
- الحساسية الطائفية: الإعلام يتجنب إظهار النزاع بوصفه صراعًا مذهبيًا خشية الانزلاق إلى خطاب تقسيمي.
- ضعف الضحايا: البدو الذين استُهدفوا لا يمتلكون قنوات إعلامية كبرى تنقل معاناتهم إلى العالم.
إنّ تجاهل انتهاكات عصابات الهجري بحق المدنيين في السويداء ساهم في رسم صورة مضللة، تُظهر هذه الميليشيات كقوة "حامية" للجبل، في حين أنها في الواقع طرفٌ أساسي في إذكاء العنف والانقسام. هذا الصمت الإعلامي لم يُلغِ حقيقة الجرائم، بل أجّل انفجارها وجعلها أكثر خطورة على النسيج الاجتماعي في المنطقة.
كنان ابن الجبل - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية